هواتف‭ ‬“بعض‭ ‬النواب”‭ ‬بحاجة‭ ‬لجهاز‭ ‬“قياس‭ ‬السمع”

| سعيد محمد

من‭ ‬باب‭ ‬اللطافة‭ ‬والطرافة‭ ‬وتجاذب‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬والتسالي‭ ‬والشؤون‭ ‬والشجون‭ ‬وضع‭ ‬ما‭ ‬تضع‭ ‬من‭ ‬مفردات‭ ‬كما‭ ‬تشاء،‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬حضور‭ ‬مجلس‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬فيه‭ ‬أهل‭ ‬“الفريج”‭ ‬والجيران‭ ‬والضيوف‭ ‬في‭ ‬المساء‭ ‬“تذكرون‭ ‬أيام‭ ‬الانتخابات‭.. ‬لمن‭ ‬قلت‭ ‬لكم‭ ‬إن‭ ‬المترشحين‭ ‬بسرعة‭ ‬يردون‭ ‬على‭ ‬الاتصالات‭ ‬ولين‭ ‬وصلوا‭ ‬البرلمان‭ ‬لو‭ ‬تييب‭ ‬مقياس‭ ‬ريختر‭ ‬لقياس‭ ‬الزلازل‭ ‬ما‭ ‬راح‭ ‬يضبط‭ ‬وياهم‭.. ‬ها‭.. ‬كلامي‭ ‬عدل‭ ‬لو‭ ‬لا؟”،‭ ‬فرد‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬“كلامه‭ ‬عدل”،‭ ‬ورد‭ ‬آخر‭ ‬بأنه‭ ‬“كلامه‭ ‬مو‭ ‬عدل”،‭ ‬وقال‭ ‬ثالث‭ ‬“بعضهم‭ ‬معذورين‭.. ‬انشغلوا”،‭ ‬ورد‭ ‬رابع‭ ‬“بعضهم‭ ‬لا‭ ‬مشغولين‭ ‬ولا‭ ‬هم‭ ‬يحزنون‭.. ‬ما‭ ‬يبون‭ ‬يردون”‭.‬

وهذه‭ ‬“السالفة”‭ ‬تحدث‭ ‬ويتحدث‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الناخبين،‭ ‬بامتعاض‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬تجاوب‭ ‬أو‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬اختاروهم‭ ‬ليمثلوهم‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬فالنائب،‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬“مترشحًا”‭ ‬يسعى‭ ‬لكسب‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتردد‭ ‬أبدًا‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الاتصالات،‭ ‬كان‭ ‬مشغولًا‭ ‬أو‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بعمل‭ ‬أو‭ ‬لظرف‭ ‬خاص‭ ‬هو‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬اتصال‭ ‬الناس،‭ ‬فإن‭ ‬الرد‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬مدير‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬كوادر‭ ‬الحملة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أبنائه‭ ‬أو‭ ‬بناته،‭ ‬بل‭ ‬ولربما‭ ‬أعاد‭ ‬الاتصال‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬وفاتته‭ ‬المكالمة‭ ‬بعد‭ ‬ساعة‭ ‬أو‭ ‬ليلًا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.. ‬اليوم،‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أبدًا‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القليل‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬النواب‭.‬

شخصيًا،‭ ‬وبشكل‭ ‬عشوائي،‭ ‬جربت‭ ‬حظي،‭ ‬اتصلت‭ ‬بعينة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬السعادة‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬عدة،‭ ‬فبالتأكيد،‭ ‬تبقى‭ ‬أرقام‭ ‬الصحافيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬مهمة‭ ‬ومعروفة‭.. ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬“عمك‭ ‬أصمخ”،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر،‭ ‬تجاوب‭ ‬وأعاد‭ ‬الاتصال،‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬هذه‭ ‬تجربة‭ ‬عشوائية،‭ ‬لا‭ ‬ضير‭ ‬منها‭ ‬نفعت‭ ‬أم‭ ‬لم‭ ‬تنفع،‭ ‬لكن‭ ‬اتصالات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ (‬ناخبين‭) ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كتجربة‭ ‬حظي‭ ‬العشوائية؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يمر‭ ‬بظرف‭ ‬أو‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬يحتاج‭ ‬فيها‭ ‬لمن‭ ‬منحه‭ ‬صوته‭ ‬وبشكل‭ ‬عاجل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.. ‬يحتاج‭ ‬لنائبه،‭ ‬أليس‭ ‬كذلك؟‭ ‬

من‭ ‬غير‭ ‬الإنصاف‭ ‬ألا‭ ‬نعذر‭ ‬النواب‭ ‬وليس‭ ‬منطقيًا‭ ‬أن‭ ‬نتوقع‭ ‬منهم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬اتصالاتنا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬فهم‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬وانشغال‭ ‬وارتباطات‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬بانشغالهم‭ ‬وارتباطاتهم‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية،‭ ‬لكن‭ ‬نصيحة‭ ‬لهم‭ ‬جميعًا‭ ‬“لن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭.. ‬لكن‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬معاون‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬موظف‭ ‬معك‭ ‬اتصالات‭ ‬الناس‭ ‬والتواصل‭ ‬معهم‭.. ‬أما‭ ‬“عمك‭ ‬أصمخ”‭ ‬وفق‭ ‬جهاز‭ ‬قياس‭ ‬السمع‭ (‬Audiometer‭) ‬فلا‭ ‬تليق‭ ‬بك‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭.‬