حرص‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬“النواب”

| عادل عيسى المرزوق

خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة،‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬حدود‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬تعددت‭ ‬لقاءات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بأعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وبالتأكيد،‭ ‬سنشهد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬“نظرة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭... ‬سلطتان‭ ‬تمثلان‭ ‬فريقًا‭ ‬واحدًا”،‭ ‬وتضمن‭ ‬تأكيد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬عمل‭ ‬النواب،‭ ‬والتطلع‭ ‬لمؤشر‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأولويات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتشخيص‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬تعاونًا‭ ‬وتعاضدًا‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬كسلطة‭ ‬تشريعية‭ ‬والحكومة‭ ‬كسلطة‭ ‬تنفيذية‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬مضامين‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬هو‭: ‬“ما‭ ‬المغزى‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬النواب؟”،‭ ‬إنه‭ ‬بالطبع‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬يوضح‭ ‬الإيمان‭ ‬بضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمثل‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬وأهم‭ ‬محور‭ ‬يظهر‭ ‬جليًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الشراكة‭ ‬الضامنة‭ ‬للأداء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬كلتا‭ ‬السلطتين‭ ‬والتوافق‭ ‬فيما‭ ‬بينهما،‭ ‬وفي‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التكامل‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مسارًا‭ ‬جديدًا‭ ‬يقوي‭ ‬الدور‭ ‬الرقابي‭ ‬والتشريعي‭ ‬الذي‭ ‬اختصره‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬“تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬النواب‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬تطلعات‭ ‬شعب‭ ‬عزيز‭ ‬علينا‭ ‬وضع‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نوابه‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬تدخر‭ ‬الحكومة‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬معهم”،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى،‭ ‬يصيغ‭ ‬سموه‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬بعبارة‭ ‬مصاغة‭ ‬بمضمون‭ ‬جديد‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬“الفريق‭ ‬الواحد”‭ ‬حينما‭ ‬خاطب‭ ‬سموه‭ ‬النواب‭ ‬بالقول‭: ‬“لنكن‭ ‬يدًا‭ ‬واحدة‭ ‬موجهة‭ ‬للبناء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز،‭ ‬ولتكن‭ ‬حماسة‭ ‬الشباب‭ ‬فيكم‭ ‬محفزة‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬العمل‭ ‬الوطني”‭.‬

إذا،‭ ‬يبدو‭ ‬“المغزى”‭ ‬واضحًا‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه،‭ ‬وباب‭ ‬ترجمة‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬منجز‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭ ‬مفتوح‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الغاية‭ ‬المرجوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬نحو‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬“توحيد‭ ‬الكلمة‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬جوهر‭ ‬تمثيل‭ ‬الشعب‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬تطلعاته‭ ‬وشؤونه”،‭ ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬توظيفًا‭ ‬نابعًا‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬البلد،‭ ‬وعدم‭ ‬إضاعة‭ ‬الوقت‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬المسيرة،‭ ‬فالناخب‭ ‬ينتظر‭ ‬دورًا‭ ‬رقابيًا‭ ‬وتشريعيًا‭ ‬وتعاونًا‭ ‬مثمرًا‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬ينهض‭ ‬بالتطلعات،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬يشاهد‭ ‬ظواهر‭ ‬صوتية‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬ورائها،‭ ‬والتوفيق‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬سيكون‭ ‬حليف‭ ‬كل‭ ‬المخلصين‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي‭ ‬وقيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشعبنا‭ ‬الكريم‭.‬