الدولة أحن على الشعب من بعضهم

| نجاة المضحكي

مهما‭ ‬حاول‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬استمالة‭ ‬الشارع‭ ‬بعناوين‭ ‬رنانة‭ ‬وأصوات‭ ‬خشنة‭ ‬وطويلة‭ ‬وناعمة‭ ‬يفوح‭ ‬بين‭ ‬كلماتها‭ ‬الدهاء‭ ‬ومحاولة‭ ‬كسب‭ ‬تأييد‭ ‬شعبي،‭ ‬فهذه‭ ‬المحاولات‭ ‬يائسة،‭ ‬فالدولة‭ ‬سبقت‭ ‬النواب‭ ‬حينما‭ ‬أرست‭ ‬برنامج‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬وما‭ ‬مشروع‭ ‬التوظيف‭ ‬بوزارة‭ ‬العمل‭ ‬وصندوق‭ ‬العمل‭ ‬إلا‭ ‬رغبة‭ ‬صادقة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭.‬

إذا‭ ‬القضية‭ ‬ليست‭ ‬تقصيرا‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬حتى‭ ‬يضغط‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬بعدم‭ ‬توظيف‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬وهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تخصصات‭ ‬وخبرات‭ ‬تحتاجها‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أو‭ ‬تحتاجها‭ ‬الصحة،‭ ‬تلك‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لاستقطابها‭ ‬حتى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والصين،‭ ‬لكن‭ ‬التقصير‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬عندما‭ ‬عجزوا‭ ‬عن‭ ‬استجواب‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬قدرتها‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأول‭.‬

النواب‭ ‬لم‭ ‬يضعوا‭ ‬رؤوسهم‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬ليحققوا‭ ‬في‭ ‬تجاوزات‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بالتوظيف‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطن،‭ ‬حين‭ ‬خرجت‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬المدراء‭ ‬الذين‭ ‬تفوق‭ ‬رواتبهم‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بتدريس‭ ‬الماجستير‭ ‬لموظفي‭ ‬الحكومة،‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬خريجون‭ ‬عاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬توظيفهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬أمامهم‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬مدروس،‭ ‬لا‭ ‬عشوائية‭ ‬تتضرر‭ ‬بها‭ ‬الأغلبية‭ ‬وينتفع‭ ‬منها‭ ‬القليل‭ ‬بدون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

إن‭ ‬محاولة‭ ‬استمالة‭ ‬الشعب‭ ‬وشغل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بقضية‭ ‬توظيف‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬ومداخلاتكم‭ ‬التي‭ ‬تعممونها‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬التجارية،‭ ‬هدفها‭ ‬معروف،‭ ‬التحريض‭ ‬والظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬المنقذ‭ ‬والملهم‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬يجتمع‭ ‬حوله‭ ‬الشعب‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬شخصية‭ ‬سياسية‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬خفية‭.‬

نقول‭ ‬لأولئك‭ ‬النواب‭ ‬“استريحوا‭ ‬وأريحونا”‭ ‬من‭ ‬تسجيلاتكم،‭ ‬فالحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬تعرف‭ ‬بواطن‭ ‬الأمور‭ ‬وظواهرها،‭ ‬وهي‭ ‬أدرى‭ ‬بمصلحة‭ ‬مواطنيها،‭ ‬وقضية‭ ‬التوظيف‭ ‬ومشاعر‭ ‬المواطنين‭ ‬ليست‭ ‬سلعة‭ ‬للدعاية‭ ‬وكسب‭ ‬التأييد‭ ‬الشعبي،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬أجندة‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬جيدة‭ ‬بإثارة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬الدولة‭.‬

وزارة‭ ‬العمل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬لو‭ ‬قامت‭ ‬بتعيين‭ ‬الكفاءات‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدير‭ ‬ملف‭ ‬التوظيف،‭ ‬فهنا‭ ‬تقبع‭ ‬المشكلة،‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬حلها‭ ‬إلا‭ ‬بأن‭ ‬يتبع‭ ‬توظيف‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭ ‬متخصصة‭.‬