ومضة قلم

“الوطني للتوظيف” خطوة في الاتجاه الصحيح

| محمد المحفوظ

فرحة‭ ‬غمرت‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفائت‭ ‬بإعلان‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬شعورهم‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭ ‬لأنّ‭ ‬حلمهم‭ ‬الوظيفة‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬انتظارها،‭ ‬وآن‭ ‬للحلم‭ ‬أن‭ ‬يتجسد‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭. ‬إنّ‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭ ‬كان‭ ‬صريحا‭ ‬بفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الكفاءات‭ ‬ليأخذوا‭ ‬مواقعهم‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬تخصصاتهم‭ ‬والتي‭ ‬أفنوا‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أعمارهم‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والدراسة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإّنهم‭ ‬الأحق‭ ‬بالوظائف‭ ‬لما‭ ‬يحملون‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬تجعلهم‭ ‬الأجدر‭ ‬بها‭.‬

ولكي‭ ‬يؤتي‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الكبير‭ ‬ثماره‭ ‬فإننا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬وشركات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬الخريجين،‭ ‬وحين‭ ‬تم‭ ‬طرح‭ ‬المشروع‭ ‬انتابت‭ ‬البعض‭ ‬هواجس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬أنّه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة،‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬تفضيل‭ ‬العنصر‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬تحت‭ ‬ذرائع‭ ‬واهية‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬بأدنى‭ ‬صلة،‭ ‬فقد‭ ‬اعتاد‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬إلصاق‭ ‬التهم‭ ‬بالكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬بأنها‭ ‬غير‭ ‬جديرة‭ ‬بتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬برر‭ ‬عدم‭ ‬توظيف‭ ‬البحريني‭ ‬بأنّ‭ ‬أحد‭ ‬العاملين‭ ‬لديه‭ ‬ترك‭ ‬عمله‭ ‬والتحق‭ ‬بوظيفة‭ ‬أعلى‭ ‬أجرا،‭ ‬أو‭ ‬قول‭ ‬آخر‭ ‬إنّ‭ ‬الموظف‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بالوقت،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المزاعم‭ ‬والادعاءات‭ ‬الواهية‭.‬

وإذا‭ ‬افترضنا‭ ‬جدلا‭ ‬أنّ‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الحجج‭ ‬صحيحة‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬تعميم‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الشباب‭ ‬البحرينيّ،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬الصارخ‭ ‬وصف‭ ‬البحريني‭ ‬بأنه‭ ‬اتكاليّ‭! ‬أمامنا‭ ‬عشرات‭ ‬الشواهد‭ ‬التي‭ ‬تدحض‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬ولعل‭ ‬إعلان‭ ‬المصارف‭ ‬ترقية‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬ومنحهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الإخلاص‭ ‬والكفاءة‭ ‬منقطعة‭ ‬النظير،‭ ‬حيث‭ ‬استحقوا‭ ‬بالتالي‭ ‬أن‭ ‬تسند‭ ‬إليهم‭ ‬المراكز‭ ‬العالية‭.‬

سمعة‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موضع‭ ‬شك،‭ ‬كذلك‭ ‬وصم‭ ‬البحريني‭ ‬بالبلادة‭ ‬والكسل‭ ‬أو‭ ‬التذمر‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصدقها‭ ‬أحد،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬تبخس‭ ‬البحريني‭ ‬حقوقه‭ ‬بعدم‭ ‬تقيدها‭ ‬بأنظمة‭ ‬وقوانين‭ ‬العمل،‭ ‬وأبسط‭ ‬مثال‭ ‬نسوقه‭ ‬هنا‭ ‬عندما‭ ‬تجبر‭ ‬العامل‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الوقت‭ ‬الأصلي‭ ‬ودون‭ ‬مقابل‭. ‬بقي‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬شركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬بإعطاء‭ ‬البحريني‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وإنجاح‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭.‬