صور مختصرة

“صفروا‭ ‬حسابات‭ ‬المتخلفين‭ ‬عن‭ ‬الدفع”

| عبدالعزيز الجودر

مع‭ ‬بداية‭ ‬تفجر‭ ‬إشكالية‭ ‬تخلف‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الفواتير‭ ‬المستحقة‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬كنا‭ ‬ومازلنا‭ ‬نقول‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬ظروفهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ومدخولهم‭ ‬الشهري‭ ‬الضعيف،‭ ‬حيث‭ ‬تراكمت‭ ‬عليهم‭ ‬الفواتير،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬للتسوية‭ ‬وتسديد‭ ‬المستحقات‭.‬

اليوم‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬تعود‭ ‬للسطح‭ ‬ثانية،‭ ‬كونها‭ ‬لم‭ ‬تعالج‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬واستمرت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تمر‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬إلا‭ ‬ونقرأ‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬كغيرنا‭ ‬عن‭ ‬قطع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬على‭ ‬منزل‭ ‬مواطن‭ ‬بسيط‭ ‬هنا‭ ‬وآخر‭ ‬هناك،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتاعب‭ ‬والمشاكل‭ ‬لأفراد‭ ‬أسرة‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬الضرورية‭ ‬جدا،‭ ‬وينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تكبده‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬ومعنوية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكلفة‭ ‬العالية‭ ‬لإعادة‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬وإرباك‭ ‬وتشتت‭ ‬الأسرة،‭ ‬وهذا‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬لي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الكي‭ ‬المضر‭ ‬وقطع‭ ‬“أنياط”‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬وضعه‭ ‬المعيشي‭ ‬والجانب‭ ‬الإنساني‭.‬

نقول‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬تحصيل‭ ‬مستحقاتها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المشتركين‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬نتكلم‭ ‬تحديدا‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬المتخلفين‭ ‬عن‭ ‬التسديد‭ ‬الذين‭ ‬يئنون‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬الديون‭ ‬والقروض‭ ‬والمصاريف‭ ‬اليومية‭ ‬الضرورية‭ ‬وضنك‭ ‬الحياة،‭ ‬وبعضهم‭ ‬فقد‭ ‬وظيفته‭ ‬وأصبح‭ ‬عاطلا‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الأخرى‭.‬

نقترح‭ ‬حلا‭ ‬جذريا‭ ‬لهذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬المزمنة‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬آذاننا‭ ‬صاغية‭ ‬ويأخذ‭ ‬به‭ ‬الإخوة‭ ‬الأفاضل‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬الحكومي،‭ ‬وهو‭ ‬قيام‭ ‬الهيئة‭ ‬بحصر‭ ‬فئة‭ ‬المواطنين‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬ودراسة‭ ‬حالتهم‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها‭ ‬وأخذ‭ ‬موافقة‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬وإغلاق‭ ‬وتصفير‭ ‬حسابات‭ ‬من‭ ‬يستحق‭ ‬منهم‭ ‬ذلك،‭ ‬بعدها‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬استحصال‭ ‬الفواتير‭ ‬الشهرية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬يستلمون‭ ‬رواتبهم‭ ‬الشهرية‭ ‬ومعاشاتهم‭ ‬التقاعدية‭ ‬منها‭.‬

للأسف‭ ‬الهيئة‭ ‬الموقرة‭ ‬“حاطه‭ ‬دوبها‭ ‬ودوب”‭ ‬البحريني‭ ‬البسيط‭ ‬المتخلف‭ ‬عن‭ ‬الدفع‭ ‬وتتعامل‭ ‬معه‭ ‬كونه‭ ‬“الطوفة‭ ‬الهبيطة”،‭ ‬أما‭ ‬الأخرى‭ ‬“الرفيعة”‭ ‬كالوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬الحكومية‭ ‬والمجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والفنادق‭ ‬والشقق‭ ‬الفندقية‭ ‬والمصانع‭ ‬والاستراحات‭ ‬والشاليهات‭ ‬والمزارع‭ ‬والأماكن‭ ‬الخاصة‭ ‬الأخرى‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬فواتيرها‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬“ما‭ ‬قط‭ ‬سمعنه‭ ‬قطعوا‭ ‬الكهربة‭ ‬عنهم‭ ‬ولا‭ ‬يوطوطون‭ ‬صوبهم”‭. ‬

نشفت‭ ‬أقلامنا‭ ‬ونحن‭ ‬“نلهط”‭ ‬ونكرر‭ ‬ونقول‭ ‬راعوا‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬للشرائح‭ ‬الضعيفة‭ ‬ماديا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬