وصفتي‭ ‬لعلاج‭ ‬أزمة‭ ‬التوظيف

| سيد علي المحافظة

أعادت‭ ‬مبادرة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لزيادة‭ ‬فرص‭ ‬توظيف‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بوصلة‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬عجاف‭ ‬طالما‭ ‬تطلع‭ ‬العاطلون‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أذن‭ ‬واعية‭ ‬تصغي‭ ‬لهمومهم‭ ‬ومطالبهم،‭ ‬وتشعرهم‭ ‬بجدية‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬معالجة‭ ‬التصحر‭ ‬الوظيفي‭ ‬بسوق‭ ‬العمل‭ ‬البحرينية‭. ‬فالوزارة‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬ما‭ ‬فتأت‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬مستقرة،‭ ‬وأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحتفظ‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المناسبة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وذلك‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مطالب‭ ‬ودعوات‭ ‬لمراجعة‭ ‬سياسات‭ ‬التوظيف‭ ‬وتصحيح‭ ‬أوضاع‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬ويُكتب‭ ‬للبرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭ ‬تأسيسه‭ ‬لمرحلة‭ ‬واعدة‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬مراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬القائمة،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬توظيف‭ ‬البحرينيين‭ ‬وردم‭ ‬فجوة‭ ‬التكلفة‭ ‬بين‭ ‬البحريني‭ ‬والأجنبي،‭ ‬لجعله‭ ‬خيارا‭ ‬مفضلا‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬دقيق‭ ‬للواقع،‭ ‬ووضع‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬أصل‭ ‬المشكلة،‭ ‬لتقديم‭ ‬وصفة‭ ‬علاج‭ ‬ناجعة‭ ‬تؤسس‭ ‬لسوق‭ ‬عمل‭ ‬وطنية‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬جعلها‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭. ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬أقدم‭ ‬وصفة‭ ‬العلاج‭ ‬التالية‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬راجيا‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬موقعا‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬الوزارة‭ ‬وبرامجها‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭.‬

‭-‬    الاستفادة‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬أعداد‭ ‬العاطلين‭ ‬وتخصصاتهم،‭ ‬ودراسة‭ ‬عدد‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الذين‭ ‬يشغلون‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬التخصصات‭ ‬وبنفس‭ ‬المؤهلات،‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬زمنية‭ ‬لإحلالهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬

‭-‬    إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬نظام‭ ‬البحرنة‭ ‬الموازية‭ ‬وجعله‭ ‬خيارا‭ ‬استثنائيا‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والوظائف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬المواطنين‭ ‬عادة،‭ ‬مع‭ ‬إقرار‭ ‬آلية‭ ‬تثبت‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬من‭ ‬يشغل‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.‬

‭-‬    إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬برامج‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الحكومية‭ ‬لجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬تخصصية‭ ‬وملاءمة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

‭-‬    منح‭ ‬البحرينيين‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬تخصصات‭ ‬دقيقة،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬اللازمة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭.‬

‭-‬    الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والتدريب‭ ‬الاحترافي‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬بما‭ ‬يجعلهم‭ ‬خيارا‭ ‬مفضلا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬