هكذا أصبحوا أغنياء

| ياسمين خلف

ليس‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬غنياً،‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬متى‭ ‬سيستلم‭ ‬راتبه،‭ ‬ولا‭ ‬يحمل‭ ‬هم‭ ‬الدين‭ ‬والقروض،‭ ‬ولا‭ ‬يقارن‭ ‬بين‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬يفكر‭ ‬كم‭ ‬سيدفع،‭ ‬فالمال‭ ‬من‭ ‬زينة‭ ‬الحياة،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يولدون‭ ‬وفي‭ ‬أفواههم‭ ‬ملاعق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تخطيط،‭ ‬وتدبر‭ ‬وسعي،‭ ‬فلا‭ ‬يأتي‭ ‬شيء‭ ‬بالركون‭ ‬والتمني‭ ‬والكسل‭.‬

ملياردير‭ ‬صيني‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬الأغنياء‭ ‬والفقراء،‭ ‬وعاداتهم‭ ‬السلوكية‭ ‬وأفكارهم‭ ‬التي‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تجعلهم‭ ‬أغنياء،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تبقيهم‭ ‬في‭ ‬قعر‭ ‬الفقر‭ ‬والعوز‭ ‬والحاجة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للبعض‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬الرفاهية‭ ‬والغنى‭. ‬

فكما‭ ‬يقول‭ ‬صاحبنا‭ ‬الملياردير،‭ ‬إن‭ ‬الفقراء‭ ‬يشاهدون‭ ‬التلفاز،‭ ‬والأغنياء‭ ‬يقرأون‭ ‬الكتب،‭ ‬فعلى‭ ‬الواحد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭ ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬الساعات‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬في‭ ‬مشاهدة‭ ‬التلفاز،‭ ‬ومتابعة‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي؟‭ ‬ومتى‭ ‬قرأ‭ ‬آخر‭ ‬كتاب؟‭ ‬كما‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬الفقراء‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬مقابل‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل،‭ ‬والأغنياء‭ ‬يُدفع‭ ‬لهم‭ ‬مقابل‭ ‬النتائج،‭ ‬إذ‭ ‬يحصل‭ ‬الأغنياء‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬النتيجة،‭ ‬وليس‭ ‬بعدد‭ ‬الساعات‭ ‬التي‭ ‬يقضونها‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬فيقول‭: ‬لنفترض‭ ‬أنك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منتج‭ ‬ما،‭ ‬قضيت‭ ‬عاما‭ ‬كاملا‭ ‬في‭ ‬تصنيعه‭ ‬وتطويره،‭ ‬وعرضته‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬المنتج‭ ‬سيء،‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬كمنتج‭ ‬ذي‭ ‬قيمة،‭ ‬لن‭ ‬يكترث‭ ‬السوق‭ ‬بهذا،‭ ‬ولن‭ ‬تجني‭ ‬المال،‭ ‬ولن‭ ‬يهتم‭ ‬أحد‭ ‬بمقدار‭ ‬الوقت،‭ ‬والعرق‭ ‬الذي‭ ‬أهدرته‭ ‬لصنع‭ ‬هذا‭ ‬المنتج؟‭ ‬ولا‭ ‬بحجم‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تحملتها؟‭ ‬السوق‭ ‬لن‭ ‬يكترث‭ ‬بكل‭ ‬ذلك،‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬النتائج،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬أجر‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬يجني‭ ‬المال‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬التمرين،‭ ‬إنما‭ ‬يجني‭ ‬المال‭ ‬بمقدار‭ ‬أدائه‭.  ‬

كما‭ ‬يجد‭ ‬هذا‭ ‬الملياردير‭ ‬أن‭ ‬الفقراء‭ ‬يُلقون‭ ‬اللوم‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬لسوء‭ ‬حظهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتحمل‭ ‬الأغنياء‭ ‬مسؤولية‭ ‬فشلهم،‭ ‬فالفقراء‭ ‬تجدهم‭ ‬يلقون‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬والحكومة،‭ ‬والعمل،‭ ‬والمدراء‭... ‬فدائماً‭ ‬الخطأ‭ ‬هو‭ ‬خطأ‭ ‬الآخرين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتحمل‭ ‬الأغنياء‭ ‬المسؤولية‭ ‬ونتائج‭ ‬أعمالهم،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬حياتك‭ ‬بائسة‭ ‬فإنه‭ ‬خطأك‭ ‬لا‭ ‬حظك،‭ ‬فعندما‭ ‬تتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬تكتسب‭ ‬القوة،‭ ‬قوة‭ ‬التغيير،‭ ‬قوة‭ ‬لعمل‭ ‬شيء‭ ‬مختلف،‭ ‬قوة‭ ‬أنك‭ ‬تنقل‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬اقتصادي‭ ‬معين‭ ‬إلى‭  ‬آخر‭ ‬أعلى‭.  ‬

 

ياسمينة‭: ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬غنياً،‭ ‬ترقب‭ ‬تتمة‭ ‬المقال‭ ‬الأسبوع‭ ‬القادم‭.‬