سوالف

لماذا لا تكون عندنا “قمة الثقافة والفن”؟

| أسامة الماجد

المشكلة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬البحريني‭ ‬هي‭ ‬تركه‭ ‬وحيدا‭ ‬ظلا‭ ‬محلقا‭ ‬وراء‭ ‬المجهول‭ ‬بلا‭ ‬ملامح‭ ‬وألوان‭ ‬زاهية،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬محجوب‭ ‬عنه،‭ ‬ويتم‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“طراز‭ ‬قديم”،‭ ‬مجرد‭ ‬أوراق‭ ‬وأدوات‭ ‬وأقلام‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬الجاهلية‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭.‬

لقد‭ ‬أعجبت‭ ‬بفكرة‭ ‬قمة‭ ‬الرياضة‭ ‬التي‭ ‬احتضنها‭ ‬مركز‭ ‬المحرق‭ ‬الشبابي‭ ‬بمشاركة‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬الرياضية‭ ‬والداعمة‭ ‬للحركة‭ ‬الشبابية‭ ‬البحرينية‭ ‬برعاية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية،‭ ‬فهذه‭ ‬القمة‭ ‬ستقترب‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬الرياضيين‭ ‬وستضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭ ‬وستبرز‭ ‬مكامن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬الإدارية‭ ‬والفنية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬الأندية،‭ ‬وأتساءل‭ ‬بحرقة‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬حطام‭ ‬المعركة‭ ‬من‭ ‬حوله‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬قمة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن،‭ ‬يجتمع‭ ‬فيها‭ ‬الأدباء‭ ‬والمسرحيون‭ ‬والفنانون‭ ‬والتشكيليون‭ ‬والسينمائيون‭ ‬لبحث‭ ‬ومناقشة‭ ‬همومهم‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬المؤسسات‭ ‬والكيانات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬وعمق؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تتبنى‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إقامة‭ ‬“قمة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن”‭ ‬وتفتح‭ ‬عيونها‭ ‬على‭ ‬هموم‭ ‬أهل‭ ‬الإبداع‭ ‬بحضور‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬وتواجدهم‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬واحد‭ ‬للتحاور‭ ‬والنقاش‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الخروج‭ ‬بتوصيات‭ ‬واقعية‭ ‬حقيقية‭ ‬تنطلق‭ ‬بالحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭. ‬

دعائم‭ ‬الفكرة‭ ‬اليوم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬هموم‭ ‬المثقفين‭ ‬والفنانين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوارات‭ ‬عميقة‭ ‬جادة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة،‭ ‬فالأديب‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬طباعة‭ ‬نتاجه‭ ‬الفكري‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عبوره‭ ‬حدود‭ ‬الزمان،‭ ‬والمطربون‭ ‬وخصوصا‭ ‬الشباب‭ ‬يخترقون‭ ‬المجهول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسجيل‭ ‬“أغنية‭ ‬واحدة”‭ ‬وبعضهم‭ ‬يضطر‭ ‬لبيع‭ ‬بعض‭ ‬ممتلكاته‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬ومضة‭ ‬إشعاع‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج،‭ ‬والممثل‭ ‬البحريني‭ ‬يمتص‭ ‬الذكريات‭ ‬ويحلق‭ ‬فوق‭ ‬أشعة‭ ‬البراكين‭ ‬ويندب‭ ‬حظه‭ ‬لندرة‭ ‬الأعمال،‭ ‬وحتى‭ ‬إذا‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬خليجية‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬آهات‭ ‬وآلام‭ ‬شحة‭ ‬الأجر‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بكيانه‭ ‬ووجوده‭ ‬كفنان‭.‬

أنقذوا‭ ‬الراقد‭ ‬الصامت‭ ‬“الأديب‭ ‬والفنان”‭ ‬بقمة‭ ‬ثقافية‭ ‬فنية‭ ‬تعيد‭ ‬ضحكته‭ ‬وضياءه‭ ‬وإشراقته،‭ ‬فهذه‭ ‬القمة‭ ‬ستكون‭ ‬بمثابة‭ ‬حقول‭ ‬الورد‭ ‬وبيادر‭ ‬المحبة‭ ‬والتكريم‭.‬