رؤيا مغايرة

سمو الأمير محمد بن سلمان... ونجاحات تترى

| فاتن حمزة

قبل‭ ‬أيام‭ ‬زار‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬باكستان‭ ‬والهند‭ ‬والصين،‭ ‬كعادة‭ ‬سموه‭ ‬بمنهجه‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬الخيارات‭ ‬السياسية‭ ‬وإنشاء‭ ‬التحالفات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعسكرية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الدولية،‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬سموه‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬لأنها‭ ‬استراتيجية‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬دولتها‭ ‬الثالثة‭.‬

إن‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬والعسكري،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬الصاعدة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬كباكستان‭ ‬والهند‭ ‬والصين،‭ ‬والتي‭ ‬تمتاز‭ ‬بمخزون‭ ‬سكاني‭ ‬كبير‭ ‬وطموحات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬وتوقعات‭ ‬مستقبلية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬والمنطقة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬ومعاونتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعاتها‭ ‬وطموحاتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬مؤخراً‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬نمو‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ونجاحات‭ ‬متسارعة‭ ‬وملحوظة‭.‬

لقد‭ ‬تجاوزت‭ ‬المملكة‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭ ‬لتكون‭ ‬بداية‭ ‬خير‭ ‬وانطلاقة‭ ‬نحو‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬جديد‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬والنهوض،‭ ‬وتحديداً‭ ‬توجه‭ ‬سموه‭ ‬نحو‭ ‬الشرق‭ ‬يترك‭ ‬رسائل‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ (‬الأميركي‭ ‬والأوروبي‭) ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بدائل‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬انتظارنا،‭ ‬ولسنا‭ ‬ملزمين‭ ‬بتحالفات‭ ‬هشة‭.‬

من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬المصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ضربات‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬جولة‭ ‬سموه،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رجحت‭ ‬الاتفاقات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬مع‭ ‬إسلام‭ ‬آباد‭ ‬كفة‭ ‬ميناء‭ ‬غوادر‭ ‬الباكستاني‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أحلام‭ ‬طهران‭ ‬بتطوير‭ ‬ميناء‭ ‬جابهار‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬لوجستية‭ ‬لدول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬المملكة‭ ‬ما‭ ‬تخطط‭ ‬له‭ ‬إيران‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الجولة،‭ ‬فمصالح‭ ‬الهند‭ ‬والصين‭ ‬وباكستان‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬علاقات‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اقتصادها‭ ‬المشلول،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الضغوط‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬تقيد‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬مع‭ ‬طهران‭.‬

شاهدنا‭ ‬كيف‭ ‬سببت‭ ‬خطوات‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬قلقاً‭ ‬عند‭ ‬أعداء‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وغايات‭ ‬سموه‭ ‬أبعد‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬عقبات‭ ‬صغيرة‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك،‭ ‬فمن‭ ‬رام‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬يكترث‭ ‬بمعاول‭ ‬الهدم،‭ ‬فعلاً‭ ‬خطواته‭ ‬حققت‭ ‬إنجازات‭ ‬تصدق‭ ‬فيها‭ ‬مقولة‭ ‬إن‭ ‬“القافلة‭ ‬تسير‭ ‬والكلاب‭ ‬تنبح”‭.‬