تيارات

قضاء‭ ‬سريع‭ ‬أم‭ ‬بطيء؟

| راشد الغائب

سأعلق‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الانفعالي‭ ‬الأخير‭ ‬لجمعية‭ ‬المحامين،‭ ‬باستعراض‭ ‬تجربة‭ ‬صديق،‭ ‬طلب‭ ‬الانتصاف‭ ‬قضائيا،‭ ‬وشهد‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬مرحلتين‭ ‬بمحكمتين‭. ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬تطبيق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬نظاما‭ ‬إلكترونيا،‭ ‬يرفض‭ ‬طلب‭ ‬أيّ‭ ‬قاضٍ‭ ‬يريد‭ ‬تأجيل‭ ‬جلسة‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أسابيع،‭ ‬والمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬النظام‭ ‬الالكتروني‭.‬

بركت‭ ‬القضية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬بين‭ ‬“تمطيط”‭ ‬محامي‭ ‬الخصم،‭ ‬وتأجيلات‭ ‬القاضي،‭ ‬وانتهت‭ ‬بكسب‭ ‬الصديق‭.‬

أما‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬فلم‭ ‬يستغرق‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬سوى‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬الشهر،‭ ‬حتى‭ ‬نطق‭ ‬القاضي‭ ‬بحكمه‭ ‬المبتسم‭ ‬للصديق،‭ ‬وأغلق‭ ‬الملف‭. ‬حسم‭ ‬القضايا‭ ‬ليس‭ ‬تقاطعا‭ ‬تنطبق‭ ‬عليه‭ ‬القاعدة‭ ‬المرورية‭ ‬بسلامة‭ ‬التأني‭ ‬وندامة‭ ‬التعجل‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للجمعية‭ ‬إقناع‭ ‬الصديق،‭ ‬أو‭ ‬تسويق‭ ‬موقفها،‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬والمستثمرين‭ ‬ومن‭ ‬يهمهم‭ ‬الأمر،‭ ‬بأن‭ ‬العدالة‭ ‬البطيئة‭ ‬المملة،‭ ‬خيرٌ‭ ‬من‭ ‬خطة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى،‭ ‬بتسريع‭ ‬حسم‭ ‬القضايا،‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬غلق‭ ‬أضابير‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬قضية،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬107‭ ‬آلاف‭ ‬دعاوى‭ ‬منظورة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي؟

لدى‭ ‬الجمعية‭ ‬مطالب‭ ‬مشروعة،‭ ‬ولكنها‭ ‬أخفقت‭ ‬في‭ ‬عرضها‭ ‬بالشكل‭ ‬المناسب‭. ‬ولم‭ ‬توفق‭ ‬بحشر‭ ‬بيضها‭ ‬الكثير،‭ ‬بسلة‭ ‬بيانها‭ ‬الأحمر،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬مفاجئا‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬تستعد‭ ‬له‭ ‬الجمعية‭ ‬للقاء‭ ‬مسؤول‭ ‬رفيع‭ ‬بالدولة‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشكلة‭ ‬تعطل‭ ‬خدمة‭ ‬تسجيل‭ ‬الدعاوى‭ ‬بموقع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬إجراء‭ ‬فوريا‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬قفل‭ ‬التقييد‭ ‬طوال‭ ‬ساعات‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي،‭ ‬وفتحه‭ ‬بعد‭ ‬نهايته،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬وأد‭ ‬أيّ‭ ‬طلب‭ ‬مستعجل‭. ‬وما‭ ‬غاب‭ ‬عن‭ ‬البيان،‭ ‬تكديس‭ ‬القضاة‭ ‬نطق‭ ‬الأحكام‭ ‬لجلسات‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر،‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬كتابة‭ ‬القضاة‭ ‬للحيثيات،‭ ‬وتسببه‭ ‬بتشتيت‭ ‬جهد‭ ‬المحامين‭ ‬والصحافيين،‭ ‬بين‭ ‬ماراثون‭ ‬جلسات‭ ‬الأخذ‭ ‬والرد‭ ‬طوال‭ ‬الشهر‭ ‬ثم‭ ‬أسبوع‭ ‬هطول‭ ‬الأحكام‭.‬

 

تيار:

“أشرق‭ ‬وكأن‭ ‬الكون‭ ‬كله‭ ‬لك”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي