ريشة في الهواء

حتى يتحقق نهج رئيسنا

| أحمد جمعة

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬كله‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬صحافي‭ ‬وكاتب‭ ‬عمود‭ ‬بجرائدنا‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالتطرق‭ ‬لموضوعين‭ ‬أساسيين،‭ ‬مكاتب‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬وأبوابهم‭ ‬المغلقة،‭ ‬وتوظيف‭ ‬البحرينيين‭ ‬خصوصا‭ ‬أصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬حجة‭ ‬لتعطلهم‭ ‬بوجود‭ ‬آلاف‭ ‬الوظائف‭ ‬المماثلة‭ ‬التي‭ ‬يحتلها‭ ‬الأجانب‭. ‬هذان‭ ‬الموضوعان‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬عليهما‭ ‬بالوقت‭ ‬الذي‭ ‬وجه‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬معالجة‭ ‬الملفين،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬وزير‭ ‬فيما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬صلاحيات‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬منذ‭ ‬الساعة‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬وقرر‭ ‬أن‭ ‬يعالج‭ ‬هذين‭ ‬الملفين،‭ ‬فليس‭ ‬صعباً‭ ‬ولا‭ ‬مستحيلاً‭ ‬بدء‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬بفتح‭ ‬الباب‭ ‬لسماع‭ ‬المواطن،‭ ‬فهذه‭ ‬المسألة‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬شائكة‭ ‬ومستحيلة‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬عادة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬دأب‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬تحمله‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬بابه‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستماع‭ ‬لهم‭ ‬ومعالجة‭ ‬كل‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬باحتياجاتهم‭ ‬وتذليل‭ ‬العوائق،‭ ‬فمن‭ ‬شأن‭ ‬أي‭ ‬وزير‭ ‬الاحتذاء‭ ‬بهذا‭ ‬السلوك‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬بلا‭ ‬صلاحية‭ ‬بمسألة‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بملف‭ ‬توظيف‭ ‬البحرينيين‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬ملف‭ ‬آخر‭ ‬حينها‭ ‬يرفع‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وسموه‭ ‬سوف‭ ‬يتكفل‭ ‬كعادته‭ ‬بإزاحة‭ ‬أي‭ ‬ثقل‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مواطن،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬حجة‭ ‬للوزير،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬وزراءنا‭ ‬المتحصنين‭ ‬بقلاع‭ ‬تاريخية‭ ‬لم‭ ‬يستوعبوا‭ ‬بعد‭ ‬ونحن‭ ‬بهذا‭ ‬الزمن‭ ‬الصعب‭ ‬المشوب‭ ‬بالتحديات‭ ‬أن‭ ‬دورهم‭ ‬المظهري‭ ‬وصورتهم‭ ‬التقليدية‭ ‬للمسؤول‭ ‬المتحصن‭ ‬وراء‭ ‬الأسوار‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬سائدة‭ ‬بالعالم،‭ ‬حيث‭ ‬يتوجه‭ ‬وزراء‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لدوائرهم‭ ‬بواسطة‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العام‭ ‬والدراجات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬وزرائنا‭ ‬ركوب‭ ‬العجلات‭ ‬بل‭ ‬ركوب‭ ‬سياراتهم‭ ‬للوصول‭ ‬لمحطات‭ ‬تؤدي‭ ‬بهم‭ ‬للقاء‭ ‬المواطن‭ ‬لا‭ ‬التحصن‭ ‬ضده‭.‬

حان‭ ‬الوقت‭ ‬لإزالة‭ ‬الحواجز‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬ودراسة‭ ‬مشكلاته‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالتصريحات‭ ‬العازلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغني‭ ‬ولا‭ ‬تسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تثير‭ ‬غضب‭ ‬المواطن‭ ‬حين‭ ‬يستمع‭ ‬لمسؤول‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬استراتيجية‭ ‬وزارته‭ ‬لسنوات‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬سوى‭ ‬الدخان‭ ‬والضباب‭ ‬بالأفق‭. ‬بالإمكان‭ ‬الإشارة‭ ‬لنماذج‭ ‬لهذه‭ ‬المظاهر‭ ‬السلبية‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تغييرها‭ ‬إلا‭ ‬بقناعة‭ ‬حقيقية‭ ‬يكتسبها‭ ‬المسؤول‭ ‬ويحتذي‭ ‬خلالها‭ ‬بسمو‭ ‬رئيسنا‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬عودنا‭ ‬الصراحة‭ ‬والصدق‭ ‬والإخلاص‭ ‬والولاء‭ ‬لوطننا‭.. ‬لن‭ ‬نتعب‭ ‬ولن‭ ‬نيأس‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬أي‭ ‬ملف‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭ ‬حتى‭ ‬يتحقق‭ ‬نهج‭ ‬رئيسنا‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

لا‭ ‬جدوى‭ ‬بالهروب‭ ‬للأمام‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬واقفاً‭ ‬مكانك‭.‬