ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... سقوط الكسرويين بمصر

| د. طارق آل شيخان الشمري

لطالما‭ ‬كانت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬والإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬هدفا‭ ‬وغاية‭ ‬لكل‭ ‬الأعراق‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بالنقص‭ ‬والذل‭ ‬العرقي‭ ‬مما‭ ‬فعله‭ ‬أجدادنا‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬حينما‭ ‬تفضلوا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأعراق‭ ‬بإدخالها‭ ‬الإسلام‭ ‬وإنقاذها‭ ‬من‭ ‬عبودية‭ ‬النار‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكسرويين‭ ‬والعبودية‭ ‬الوثنية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطورانيين،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬التفضل‭ ‬ثمن‭ ‬باهظ‭ ‬قدم‭ ‬فيه‭ ‬اجدادنا‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬أرواحهم‭ ‬ودماءهم‭ ‬وأجسادهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬العظيم‭.‬

لكن،‭ ‬ولأن‭ ‬الكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬لم‭ ‬يعترفوا‭ ‬بهذا‭ ‬الفضل‭ ‬وهذا‭ ‬الجميل‭ ‬للعرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬فقد‭ ‬حملوا‭ ‬داخل‭ ‬صدورهم‭ ‬الغل‭ ‬والحقد‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزاء‭ ‬الإحسان‭ ‬الإحسان،‭ ‬كان‭ ‬الجزاء‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬إذلال‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬وإسقاط‭ ‬دولهم‭ ‬وسرقة‭ ‬خيراتهم،‭ ‬فهاهم‭ ‬الكسرويون‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬امبراطوريتهم‭ ‬الغابرة،‭ ‬يحاولون‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬إعادة‭ ‬احتلال‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬وأرضه،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬الخمينية‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المرشد‭ ‬الكسروي‭ ‬هو‭ ‬مرشد‭ ‬المسلمين‭ ‬كافة،‭ ‬تقابلهم‭ ‬بهذا‭ ‬الفكر،‭ ‬محاولات‭ ‬الطورانيين‭ ‬منذ‭ ‬احتلالهم‭ ‬النتن‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حتى‭ ‬أتى‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬بأحلامه‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬خليفة‭ ‬للمسلمين،‭ ‬وكانت‭ ‬آخر‭ ‬طرق‭ ‬احتلال‭ ‬الكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬محاولة‭ ‬استغلال‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المساة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬مضافة‭ ‬إليهم‭ ‬طبعا‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭.‬

ووجد‭ ‬الكسرويون‭ ‬أن‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬ستكون‭ ‬الطريق‭ ‬الأسهل‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندتهم‭ ‬الكسروية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بنشر‭ ‬الخمينية‭ ‬الكسروية‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمصر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬وشيعة‭ ‬وصوفية‭... ‬إلخ،‭ ‬ومحاولة‭ ‬الترويج‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬بالعظمة‭ ‬الكسروية‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬فالنجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬الكسرويون‭ ‬ببعض‭ ‬العواصم‭ ‬العربية،‭ ‬كالعراق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بعض‭ ‬الخونة‭ ‬العرب‭ ‬أمثال‭ ‬المالكي‭ ‬والعامري‭ ‬والجلبي،‭ ‬ولبنان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العميل‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله،‭ ‬واليمن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سفيه‭ ‬اليمن‭ ‬وكاهن‭ ‬صعدة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬بمصر‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التستر‭ ‬بعباءة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بها‭ ‬المؤامرة‭ ‬القذرة‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭.‬

وحينما‭ ‬نجحت‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬بداية‭ ‬الأمر،‭ ‬وعند‭ ‬سيطرة‭ ‬العملاء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬بقيادة‭ ‬المعتوه‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬وخوفا‭ ‬من‭ ‬انكشاف‭ ‬الحلف‭ ‬الخفي‭ ‬بين‭ ‬الكسرويين‭ ‬والعملاء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬صدرت‭ ‬بعض‭ ‬التسريبات‭ ‬الصحافية‭ ‬للمعتوه‭ ‬مرسي،‭ ‬ادعى‭ ‬فيها‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬عرضا‭ ‬إيرانيا‭ ‬للمساهمة‭ ‬بتنمية‭ ‬مصر‭ ‬ماليا‭ ‬مقابل‭ ‬التطبيع‭ ‬الديني‭ ‬كفتح‭ ‬المجال‭ ‬لإنشاء‭ ‬معابد‭ ‬خمينية‭ ‬أسوة‭ ‬بالمراكز‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬والصوفية،‭ ‬لكن‭ ‬بحقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬عمد‭ ‬الكسرويون‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬وجود‭ ‬العملاء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وبدأوا‭ ‬نشر‭ ‬دينهم‭ ‬وآيديولوجيتهم‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬العفنة‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭.‬

لكن‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬يقظة‭ ‬المجتمع‭ ‬المصري‭ ‬وبعدها‭ ‬وطنية‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬قامت‭ ‬ثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬لتطيح‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بأحلام‭ ‬الكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬والأوباماويين،‭ ‬بل‭ ‬بكل‭ ‬حاقد‭ ‬ومخرب‭ ‬ومدمر‭ ‬أراد‭ ‬لدعوة‭ ‬النبي‭ ‬يوسف‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬بحفظ‭ ‬مصر‭ ‬آمنة‭ ‬مطمئنة‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭. ‬فلله‭ ‬درك‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬ومن‭ ‬جيش‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬