فجر جديد

استفسارات‭ ‬صحافية‭ ‬مشروعة

| إبراهيم النهام

أصنّف‭ ‬الاستفسارات‭ ‬والأسئلة‭ ‬الصحافية‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬رئيس‭ ‬الفريق‭ ‬السياسي‭ ‬بالصحيفة‭ ‬الزميل‭ ‬راشد‭ ‬الغائب‭ ‬عبر‭ ‬عموده‭ (‬تيارات‭) ‬للوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وشبه‭ ‬الحكومية،‭ ‬بالمشروعة‭ ‬والمنطقية‭ ‬والمطلوبة‭.‬

فعلاوة‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لأبوابها‭ ‬أمام‭ ‬الصحافة‭ ‬والرأي‭ ‬العام،‭ ‬يُلزم‭ ‬الصحافي‭ - ‬بالمقابل‭ - ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬مبادرًا،‭ ‬ومثابرًا،‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬مهنته،‭ ‬كأداة‭ ‬ووسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬وتقويم‭ ‬ومكاشفة‭ ‬ونصح،‭ ‬لمواقع‭ ‬الخلل،‭ ‬والفشل،‭ ‬والارتباك‭.‬

ويعكس‭ ‬تجاهل‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لما‭ ‬يُكتب‭ ‬بالصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬مدى‭ ‬بُعدهم‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المغلوط‭ ‬والمتصاعد،‭ ‬فالأصلح‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬الإنصات‭ ‬لانتقادات‭ ‬الآخرين،‭ ‬واحترام‭ ‬اختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬والنظر‭ ‬لمواطن‭ ‬الخلل‭ ‬والقصور،‭ ‬والمبادرة‭ ‬لحلحلتها،‭ ‬لكنه‭ ‬أمر‭ ‬بنطاق‭ ‬“اللا‭ ‬ممكن”‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الصارمة‭ ‬عليهم‭ ‬هم‭ ‬“كمسؤولين”‭.‬

فكان‭ ‬لذلك،‭ ‬الأثر‭ ‬السيئ‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية،‭ ‬بتقويم‭ ‬مخرجات‭ ‬عملها،‭ ‬وتطوير‭ ‬جودة‭ ‬أدائها؛‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحتضنه‭ ‬صندوق‭ ‬الشكاوى،‭ ‬وما‭ ‬تحمل‭ ‬الصحف‭ ‬وأثير‭ ‬الإذاعة‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬ملاحظات‭ ‬ونقد‭ ‬ومناشدات،‭ ‬تمثل‭ ‬قنوات‭ ‬خصبة‭ ‬للتغيير‭ ‬الإيجابي،‭ ‬ساسها‭ ‬الأول‭ ‬وجود‭ ‬الإذن‭ ‬المصغية‭.‬

إن‭ ‬الدولة‭ ‬لمدعوة‭ ‬بأن‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬حسبانها،‭ ‬تجاوب‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬بالصحافة‭ ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة،‭ ‬كأداة‭ ‬قياس‭ ‬لجودة‭ ‬ونجاح‭ ‬عملها،‭ ‬وللمسئولين‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬أسوة‭ ‬بتجارب‭ ‬الدولة‭ ‬الناهضة،‭ ‬كالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وسنغافورة،‭ ‬وماليزيا،‭ ‬وغيرها‭.‬

فالحاصل‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬محاولات‭ ‬لإفشال‭ ‬دور‭ ‬الصحافي‭ ‬في‭ ‬تصويب‭ ‬مخرجات‭ ‬عمل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة،‭ ‬بحال‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬المراجع‭ ‬نفسه،‭ ‬والذي‭ ‬يصف‭ - ‬بالغالب‭ - ‬أبواب‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالموصدة،‭ ‬بخلاف‭ ‬سياسة‭ ‬الأبواب‭ ‬المفتوحة‭ ‬لرموز‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬والتي‭ ‬تثمر‭ ‬دائمًا‭ ‬بخدمة‭ ‬الصالح‭ ‬العام،‭ ‬وإن‭ ‬الشواهد‭ ‬بذلك‭ ‬لكثيرة‭.‬