خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬العالم

| مؤنس المردي

بكلمات‭ ‬بليغة‭ ‬وعبارات‭ ‬واضحة‭ ‬حملت‭ ‬تحليلا‭ ‬عميقًا‭ ‬لأوضاع‭ ‬المنطقة‭ ‬وجسدت‭ ‬تشخصيًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬لأسباب‭ ‬الأوجاع‭ ‬والصراعات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وضع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الأوروبية‭ ‬المنعقدة‭ ‬بمدينة‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬المصرية،‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره،‭ ‬ورؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬للوصول‭ ‬لهذه‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تصبو‭ ‬إليها‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬رهيبة‭ ‬وأزمات‭ ‬متفاقمة‭ ‬تفرض،‭ ‬كما‭ ‬حث‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفاهم‭ ‬وتقارب‭ ‬الرأي‭ ‬للتوافق‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬احتواء‭ ‬التحديات‭ ‬القائمة‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬جميعًا‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬عديدة‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬غير‭ ‬المحمودة‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة،‭ ‬وتوجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬الأوربية‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬تعاون‭ ‬تاريخي‭ ‬بين‭ ‬هاتين‭ ‬الكتلتين‭ ‬بما‭ ‬لديهما‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬هائلة‭ ‬ومالهما‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬مؤثر‭ ‬وكبير‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭.‬ركنان‭ ‬أساسيان‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنهما‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬العالمي‭ ‬والسلام‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهما‭ - ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ - ‬الحل‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬حصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬ودولته‭ ‬المستقلة‭ ‬كاملة‭ ‬السيادة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وردع‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬للقلاقل‭ ‬والتوتر‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وهي‭ ‬إيران،‭ ‬بتدخلاتها‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬ودعم‭ ‬وتمويل‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وانتهاكاتها‭ ‬المستمرة‭ ‬والخطيرة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬ولأسس‭ ‬ومبادئ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وعدم‭ ‬مراعاتها‭ ‬لسيادة‭ ‬واستقلال‭ ‬الدول،‭ ‬وهي‭ ‬القواعد‭ ‬الضامنة‭ ‬لعلاقات‭ ‬سوية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬وتحقق‭ ‬صالح‭ ‬الجميع‭ ‬دون‭ ‬انحياز‭ ‬لطرف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الآخر‭.‬

عند‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الإيجابية‭ ‬والأوضاع‭ ‬المستقرة‭ ‬يمكن‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأوروبية‭ ‬“الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاستقرار”‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ - ‬وكما‭ ‬شدد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ - ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التأجيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬منطقتنا‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬وتهديدات‭ ‬مستمرة‭.‬

وهذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬هو‭ ‬دعامة‭ ‬مهمة‭ ‬بل‭ ‬وشرط‭ ‬لازم‭ ‬لتظل‭ ‬منطقتنا‭ ‬مهد‭ ‬التسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬وحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬أكدها‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬كلٌ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وإذا‭ ‬أصاب‭ ‬الضرر‭ ‬طرفًا،‭ ‬تضررت‭ ‬بقدره‭ ‬باقي‭ ‬الأطراف‭ ‬المجاورة‭ ‬له‭.‬