عنفوان

من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬طفل‭ ‬المالكية؟

| جاسم اليوسف

نزل‭ ‬نبأ‭ ‬وفاة‭ ‬الطفل‭ ‬علي‭ ‬جعفر‭ (‬5‭ ‬سنوات‭) ‬في‭ ‬قرية‭ ‬المالكية،‭ ‬إثر‭ ‬حادث‭ ‬مأساوي‭ ‬وقع‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬دهسه‭ ‬بشاحنة‭ ‬مخصصة‭ ‬لنقل‭ ‬النفايات‭ ‬أمس،‭ ‬كالصاعقة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭.‬

كان‭ ‬علي‭ ‬عندها‭ ‬عائدًا‭ ‬من‭ ‬روضته‭ ‬ظهيرة‭ ‬أمس،‭ ‬حيث‭ ‬اصطحبته‭ ‬والدته‭ ‬وأخته‭ ‬للبرادة،‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬المكلومة‭ ‬لإسعاد‭ ‬طفلها‭ ‬بقطعة‭ ‬شكولاته‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬دراسي‭ ‬حافل‭ ‬خلف‭ ‬أسوار‭ ‬الروضة‭.‬

ولكن‭ ‬يا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬حظ‭ ‬عاثر‭ ‬وعبثي‭ ‬يا‭ ‬أم‭ ‬علي،‭ ‬وأنتِ‭ ‬تشهدين‭ ‬بنفسك‭ ‬فارسك‭ ‬الصغير‭ ‬وهو‭ ‬يلتقط‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭ ‬ومضرجًا‭ ‬بدمائه‭ ‬تحت‭ ‬عجلات‭ ‬الشاحنة‭. ‬

بعد‭ ‬وفاة‭ ‬علي،‭ ‬خرجت‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالفضائح،‭ ‬فالعضو‭ ‬البلدي‭ ‬للمنطقة‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬رفضت‭ ‬3‭ ‬مرات‭ ‬طلبات‭ ‬للمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬السابق‭ ‬ومرة‭ ‬واحدة‭ ‬للمجلس‭ ‬الحالي‭ ‬بإنشاء‭ ‬مرتفعات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬حي‭ ‬تجاري‭ ‬مزدحم‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬تُساءل‭ ‬الشركة‭ ‬المعنية‭ ‬المشغلة‭ ‬لشاحنات‭ ‬التنظيف‭ ‬عن‭ ‬الحادث،‭ ‬فالجميع‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬السائق‭ ‬كان‭ ‬مشغولا‭ ‬بهاتفه‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬والسؤال‭ ‬الأهم‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬أتى‭ ‬بشاحنة‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬المأهول‭ ‬بالسكان‭ ‬ولاسيما‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬عرفنا‭ ‬أن‭ ‬أوقات‭ ‬عمل‭ ‬الشاحنات‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬فجرًا‭ ‬لغاية‭ ‬10‭ ‬صباحًا‭ ‬ومن‭ ‬الساعة‭ ‬4‭ ‬عصرًا‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬مساء؟‭!‬

قدر‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬كبش‭ ‬الفداء‭ ‬لاستهتار‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬بأرواح‭ ‬الناس،‭ ‬ولكن‭ ‬سيكتب‭ ‬له‭ ‬المجد‭ ‬للأبد،‭ ‬إذا‭ ‬تحركت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بالسرعة‭ ‬الفورية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬عشرات‭ ‬“العليين”‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬محدق‭.‬

قدرك‭ ‬يا‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬ولا‭ ‬تعود،‭ ‬وقدر‭ ‬روضتك‭ ‬أن‭ ‬تنادي‭ ‬عليك،‭ ‬فلا‭ ‬تستجيب‭.‬

ولو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بيدي‭ ‬لجعلت‭ ‬هذا‭ ‬الشارع‭ ‬باسم‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬المنقذ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬حل‭ ‬مشاكله‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمطالبات‭ ‬البلديين‭ ‬في‭ ‬جعله‭ ‬مكانًا‭ ‬آدميًّا‭ ‬للسير‭.‬