فجر جديد

اتركوا‭ ‬الأثر‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬الناس

| إبراهيم النهام

دعوت‭ ‬مسبقًا‭ ‬ولا‭ ‬أزال،‭ ‬لعدم‭ ‬التسرّع‭ ‬بإطلاق‭ ‬الأحكام‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬النواب‭ ‬الجدد،‭ ‬ومنحهم‭ ‬الفرصة‭ ‬المستحقة‭ ‬لأن‭ ‬يقدموا‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬اجتهادات‭ ‬وعمل،‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬خلالها‭ ‬رقيبًا‭ ‬ومناصحًا‭ ‬لهم،‭ ‬وليس‭ ‬عامل‭ ‬تحبيط‭ ‬وتثبيط‭ ‬عزيمة‭.‬

ويعي‭ ‬النواب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرهم،‭ ‬ثقل‭ ‬المسئوليات‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬كاهلهم،‭ ‬وحجم‭ ‬مطالبات‭ ‬الناس،‭ ‬وأولوياتهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬لهم‭ ‬أقرباء‭ ‬وأصدقاء،‭ ‬ومعارف،‭ ‬يشاطروننا‭ ‬ذات‭ ‬الهموم،‭ ‬والأولويات،‭ ‬والالتزامات‭.‬

وكان‭ ‬أول‭ ‬الغيث،‭ ‬تثبيت‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬بتفاهم‭ ‬هادئ‭ ‬ورصين،‭ ‬المواطن‭ ‬الرابح‭ ‬الأول‭ ‬منه،‭ ‬أعقبه‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬أول‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬لبحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬يصوّت‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬غدًا‭ ‬الثلاثاء‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬بادر‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب،‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬القسم‭ ‬مباشرة،‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬الجادة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الخدمات،‭ ‬يصحبهم‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الدائرة‭ ‬والعضو‭ ‬البلدي،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬ومستقبل‭ ‬المشاريع‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬زار‭ ‬ذات‭ ‬الوزير‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬وأكثر‭.‬

وأعجبتني‭ ‬كثيرًا،‭ ‬مبادرة‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التنسيقية‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬نواب‭ ‬وبلديي‭ ‬المحافظات،‭ ‬حيث‭ ‬جلسوا‭ ‬معًا‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬واحدة،‭ ‬وتحدثوا‭ ‬باستفاضة‭ ‬حول‭ ‬الآليات‭ ‬المطلوبة،‭ ‬لتنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬والأهداف‭ ‬خدمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬بتجربة‭ ‬تصنف‭ ‬بالفريدة‭.‬

ويهتم‭ ‬النواب‭ ‬–بالإجماع‭- ‬خلافًا‭ ‬للمجلس‭ ‬السابق،‭ ‬لتثبيت‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطنين‭ ‬بالميزانية‭ ‬العامة‭ ‬القادمة،‭ ‬ولتفعيل‭ ‬الحراك‭ ‬الحكومي‭ ‬حول‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وتتبع‭ ‬بؤر‭ ‬الفساد‭ ‬ومواطن‭ ‬استنزاف‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬وكذلك‭ ‬تمرير‭ ‬قانون‭ ‬مستنير‭ ‬للصحافة،‭ ‬يضمن‭ ‬للجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬حقوقه‭ ‬الكاملة‭.‬

هنالك‭ ‬عمل‭ ‬مغاير‭ ‬وإيجابي‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الجديد،‭ ‬عمل‭ ‬يفور‭ ‬بالحماسة،‭ ‬والتوافق‭ ‬الوطني‭ ‬الشامل،‭ ‬عمل‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬الاستمرار‭ ‬بمد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والتعاون‭ ‬للنواب،‭ ‬وفتح‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬لهم،‭ ‬لأن‭ ‬نجاحهم‭ ‬هو‭ ‬نجاح‭ ‬للبحرين‭ ‬ولحكومتها‭ ‬ولشعبها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وليس‭ ‬لفئة‭ ‬بعينها‭.‬