سوالف

الدبلوماسية البحرينية... هيبة ومكانة في المجتمع الدولي

| أسامة الماجد

احتفلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬واليوم‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬وفي‭ ‬كلمة‭ ‬جلالته‭ ‬السامية‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ورؤساء‭ ‬بعثات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ورؤساء‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المعتمدين‭ ‬لدى‭ ‬المملكة،‭ ‬قال‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ (‬يسعدنا‭ ‬أن‭ ‬نفتتح‭ ‬عامنا‭ ‬الجديد‭ ‬ببلوغ‭ ‬“الذكرى‭ ‬الخمسين”‭ ‬لبدء‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المنظم،‭ ‬الذي‭ ‬استطعنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الثرية‭ ‬أن‭ ‬نُطلِع‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬“الهوية‭ ‬الرصينة”‭ ‬لسياسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية،‭ ‬الملتزمة‭ ‬بتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬العالمي‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالأمن‭ ‬الإنساني‭).‬

لقد‭ ‬حظيت‭ ‬المبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باحترام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬لأنها‭ ‬مبادئ‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬الحكمة‭ ‬والتعقل‭ ‬والهدوء‭ ‬والاتزان‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للغير‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطاها‭ ‬وأكسبها‭ ‬المصداقية‭ ‬التي‭ ‬نشاهد‭ ‬آثارها‭ ‬الإيجابية‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬فخلال‭ ‬50‭ ‬عاما‭ ‬عملت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رخاء‭ ‬البشرية‭ ‬وأمنها‭ ‬ورقيها،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬للبحرين‭ ‬هيبة‭ ‬ومكانة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فالجميع‭ ‬يحترم‭ ‬أهدافها‭ ‬ويأخذ‭ ‬وجهات‭ ‬نظرها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬حتى‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬يشعر‭ ‬بالفخر‭ ‬أينما‭ ‬ذهب‭ ‬نتيجة‭ ‬زيادة‭ ‬هيبة‭ ‬دولته‭ ‬ومكانتها،‭ ‬وفي‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬ثابتة‭ ‬كما‭ ‬دونها‭ ‬المختصون،‭ ‬إن‭ ‬هيبة‭ ‬ومكانة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ترتبط‭ ‬ببعض‭ ‬العوامل،‭ ‬فالقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬سمعة‭ ‬طيبة‭ ‬ومكانة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬تؤثر‭ ‬بدرجة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فالنظام‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بالاستقرار‭ ‬ويتميز‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الفعالية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬يخلق‭ ‬انطباعا‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وقد‭ ‬تتجه‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬مجاورة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتذاء‭ ‬به‭.‬

لقد‭ ‬استطاعت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنفسها‭ ‬“كاريزما”‭ ‬خاصة‭ ‬ألهمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بكل‭ ‬الأشكال‭ ‬والصور،‭ ‬وكانت‭ ‬بحق‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬موقفا‭ ‬وسلوكا‭ ‬وممارسة،‭ ‬وسجلت‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬أدوارا‭ ‬مشرفة‭ ‬وعملا‭ ‬مقدرا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭.‬