فجر جديد

جامعات‭ ‬مختطفة‭ ‬تحارب‭ ‬توظيف‭ ‬البحريني

| إبراهيم النهام

سرد‭ ‬لي‭ ‬أحدهم،‭ ‬وهو‭ ‬أكاديمي‭ ‬بحريني‭ ‬بدرجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬شغل‭ ‬قبل‭ ‬تقاعده‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬القياس‭ ‬والتقويم‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬موقفا‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬أخيرا‭ ‬أثناء‭ ‬محاولته‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كبرى‭ ‬ومعروفة،‭ ‬بدوام‭ ‬كلي‭. ‬

وأكد‭ ‬لي،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬والكفاءة‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬ممن‭ ‬صرفت‭ ‬عليهم‭ ‬الدولة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬لنيل‭ ‬شهادتي‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭ ‬من‭ ‬أعرق‭ ‬الجامعات‭ ‬الإسكتلندية،‭ ‬رغبته‭ ‬الجامحة‭ ‬بتوريث‭ ‬علمه‭ ‬الغزير‭ ‬للشباب،‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬للنهوض‭ ‬ببلدهم‭ ‬ليكون‭ ‬بأفضل‭ ‬المستويات‭. ‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬كثيرا‭ ‬أثناء‭ ‬مقابلة‭ ‬التوظيف،‭ ‬بأن‭ ‬الطاقم‭ ‬الذي‭ ‬قابله‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وأنهم‭ ‬نظروا‭ ‬له‭ ‬كأي‭ ‬شخص‭ ‬عادي‭ ‬يسعى‭ ‬لنيل‭ ‬الوظيفة،‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬مكانته‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والعلمية‭ ‬وخبرته‭ ‬الواسعة،‭ ‬مضيفا‭ ‬“خلاصة‭ ‬أسئلتهم‭ ‬ضيقة‭ ‬أفق،‭ ‬كانت‭ ‬وظيفة‭ ‬بدوام‭ ‬جزئي”‭. ‬

وتساءل‭ ‬بعتب‭ ‬“لماذا‭ ‬تعرض‭ ‬عليَّ‭ ‬وظيفة‭ ‬بدوام‭ ‬جزئي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬بدوام‭ ‬كلي،‭ ‬وبذات‭ ‬التخصص،‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬الخبرة‭ ‬الذي‭ ‬ترجح‭ ‬لصالحي؟”‭.‬

ويقول‭ ‬“بعضهم‭ ‬تخطى‭ ‬الخمسة‭ ‬والستين‭ ‬عاما،‭ ‬أي‭ ‬فوق‭ ‬السن‭ ‬القانوني‭ ‬للعمل،‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬التفضيل‭ ‬الظالم؟‭ ‬ولأجل‭ ‬ماذا؟‭ ‬ولم‭ ‬توكل‭ ‬مهام‭ ‬التوظيف‭ ‬والتعيين‭ ‬لغير‭ ‬أهله؟”‭.‬

وفي‭ ‬محاولات‭ ‬أخرى،‭ ‬سعى‭ ‬هذا‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الفاضل،‭ ‬للعمل‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬مجددا‭ ‬بتكرار‭ ‬ذات‭ ‬السيناريو‭ ‬الصادم،‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التوظيف‭ ‬والتعيين‭ ‬وإبرام‭ ‬العقود‭ ‬الجديدة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ويقول‭ ‬بمضض‭ ‬“لم‭ ‬أشعر‭ ‬بالترحيب‭ ‬منذ‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أخطو‭ ‬فيها‭ ‬لغرفة‭ ‬المقابلة‭ ‬الشخصية”‭. ‬

ويزيد‭ ‬“يبدو‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة،‭ ‬يفترض‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تسارع‭ ‬لحلها،‭ ‬نحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬جلوس‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬وخير‭ ‬بلدهم‭ ‬لغيرهم”‭.‬

ختاما،‭ ‬يوجز‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬المتكرر‭ ‬والكئيب،‭ ‬ماهية‭ ‬هذه‭ ‬الجامعات‭ ‬المختطفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شللية‭ ‬الأجانب،‭ ‬والتي‭ ‬يبرع‭ ‬أقطابها‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬وإقصاء‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بأقسامها‭ ‬وهيئاتها‭ ‬الأكاديمية‭ ‬المختلفة؛‭ ‬لتكون‭ ‬حصرا‭ ‬لهم،‭ ‬ولأقربائهم‭ ‬وذويهم‭. ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬الجارف؟