4‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى

| د. عبدالله الحواج

المتتبع‭ ‬للقرارات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬كل‭ ‬اثنين،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يشم‭ ‬فيها‭ ‬رائحة‭ ‬المجلس‭ ‬المهيب‭ ‬لخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬والدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الحكومة،‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمواطن،‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية،‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتثبيت‭ ‬أسس‭ ‬الدولة‭ ‬العصرية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬قرأناه‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬وتابعناه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشرات‭ ‬الأخبار،‭ ‬تلمسنا‭ ‬مثلًا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬4‭ ‬مشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬هي‭ ‬مستشفى‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التخصصي‭ ‬للقلب‭ ‬في‭ ‬عوالي،‭ ‬ومشاريع‭ ‬3‭ ‬“محرقية”‭ ‬هي‭ ‬سعادة،‭ ‬ومستشفى‭ ‬للإقامة‭ ‬الطويلة،‭ ‬والسوق‭ ‬المركزية‭.‬

السؤال،‭ ‬كيف‭ ‬حرصت‭ ‬الدولة‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬حيوية‭ ‬ترتبط‭ ‬به‭ ‬ويطالب‭ ‬بالإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذها؟

إن‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مزدحم‭ ‬دائمًا‭ ‬بالملفات،‭ ‬ومرتبط‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬بالمواطن،‭ ‬مسكنه،‭ ‬مأكله،‭ ‬ملبسه،‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المتوافرة‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تتعزز‭ ‬كل‭ ‬حين،‭ ‬التعليم‭ ‬وأهميته،‭ ‬الصحة‭ ‬وجودتها،‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬القيم‭ ‬المضافة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬علاج‭ ‬الاختلالات‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭.‬

حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬بفرق‭ ‬عملها‭ ‬المؤهلة،‭ ‬تدخل‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬التحديات،‭ ‬تستقبل‭ ‬المعضلة‭ ‬بقلب‭ ‬ملؤه‭ ‬الإيمان‭ ‬بالوطن‭ ‬والوفاء‭ ‬للمواطن،‭ ‬تشكيل‭ ‬الرؤى‭ ‬المكونة‭ ‬لنهضة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الرئيس،‭ ‬والتشديد‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأطروحات‭ ‬التي‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬القادة‭ ‬وتلتقي‭ ‬مع‭ ‬مشاعر‭ ‬الضيوف‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬للتكاتف‭ ‬المجتمعي‭ ‬ذلك‭ ‬الحرص‭ ‬الحكومي‭ ‬والشعبي‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬حول‭ ‬كلمة‭ ‬سواء،‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بمستقبل‭ ‬هذه‭ ‬المملكة‭ ‬الفتية‭ ‬التي‭ ‬احتفت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بمرور‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وتدشين‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭.‬

كلنا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬شعار‭ ‬المرحلة،‭ ‬وجميعنا‭ ‬ننهل‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬النبع‭ ‬الذي‭ ‬سقانا‭ ‬وطنية‭ ‬وإباء،‭ ‬وجعلنا‭ ‬أحرص‭ ‬الحريصين‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الوطن،‭ ‬وحماية‭ ‬النسيج‭ ‬المؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬المواطنة؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬حقا‭ ‬أصيلا‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬وداعما‭ ‬أساسا‭ ‬لكل‭ ‬خطواته‭ ‬ومحاولاته‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تجسيد‭ ‬كينونة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬بثوبها‭ ‬المتأنق‭ ‬البديع‭.‬

حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬أمامها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات،‭ ‬ومجلس‭ ‬الرئيس‭ ‬بحيويته‭ ‬وتجاربه‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الفنار‭ ‬المضيء‭ ‬الذي‭ ‬يرشد‭ ‬السفن‭ ‬المحملة‭ ‬بالمسؤوليات‭ ‬والأعباء‭ ‬الثقيلة؛‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مرفأ‭ ‬ممتدًا‭ ‬بطول‭ ‬الأرض‭ ‬وعرضها‭.‬

إن‭ ‬المشاريع‭ ‬الأربعة‭ ‬الحيوية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬الحكومة‭ ‬خطوات‭ ‬تنفيذها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق‭ ‬المتعاونة‭ ‬المختصة‭ ‬بتلك‭ ‬المشاريع‭ ‬باتت‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الجهوزية‭ ‬والكفاءة،‭ ‬بحيث‭ ‬ينتهي‭ ‬العمل‭ ‬الطموح‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬له؛‭ ‬حتى‭ ‬نثبت‭ ‬لأنفسنا‭ ‬قبل‭ ‬غيرنا،‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬الإنجاز،‭ ‬وعازمون‭ ‬على‭ ‬النجاح،‭ ‬ومتشبثون‭ ‬بالأمل‭.‬