سوالف

كصحافي... لم أستطع مقابلة وزير سابق

| أسامة الماجد

قبل‭ ‬مدة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬طلبت‭ ‬مقابلة‭ ‬“وزير‭ ‬سابق”،‭ ‬لكنني‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬أصبحت‭ ‬مثل‭ ‬الذي‭ ‬يطير‭ ‬بأجنحة‭ ‬متكسرة‭ ‬ويلهث‭ ‬وراء‭ ‬حلم‭ ‬ويغالب‭ ‬الموج‭ ‬والريح،‭ ‬فطال‭ ‬انتظاري‭ ‬أشهرا‭ ‬عدة‭ ‬حتى‭ ‬أعلنت‭ ‬استسلامي‭ ‬وقبولي‭ ‬بالمنهج‭ ‬الواقعي‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تتبعه‭ ‬تلك‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬“وكتاب‭ ‬الرأي”‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لم‭ ‬أنزعج‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬مقابلة‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬وهو‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬في‭ ‬الوزارة،‭ ‬لكنني‭ ‬تساءلت‭ ‬ولون‭ ‬الخواطر‭ ‬في‭ ‬قلبي،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬للصحافة‭ ‬وكتاب‭ ‬الرأي‭ ‬ونحن‭ ‬القوة‭ ‬الفاعلة‭ ‬والمندمجة‭ ‬بالشارع‭ ‬اندماجا‭ ‬كبيرا‭ ‬بوصفنا‭ ‬المعبرين‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬المواطن‭ ‬ونحمل‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬والجدية‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وتقدمه؟

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬“الوزير‭ ‬السابق”‭ ‬عشرات‭ ‬المواعيد،‭ ‬لكننا‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬نندفع‭ ‬إلى‭ ‬متاهات‭ ‬فرعية‭ ‬وطرق‭ ‬موحلة‭ ‬نقول‭.. ‬هل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬ينتظر‭ ‬صحافي‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬حتى‭ ‬تأتيه‭ ‬قوافل‭ ‬الموافقة‭ ‬للدخول‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬خمس‭ ‬دقائق،‭ ‬ولماذا‭ ‬دائما‭ ‬تقرع‭ ‬نواقيس‭ ‬طقوس‭ ‬الخطر‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عندما‭ ‬يطلب‭ ‬صحافي‭ ‬مقابلة‭ ‬الوزير‭ ‬شخصيا‭.‬

هل‭ ‬هذا‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬مرض‭ ‬إداري‭ ‬وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬هل‭ ‬على‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬يطلب‭ ‬مقابلة‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬يمشي‭ ‬أولا‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬المسامير‭ ‬ويصور‭ ‬جروحه‭ ‬حتى‭ ‬تفتح‭ ‬له‭ ‬الأبواب‭ ‬والمكاتب؟‭ ‬الصحافة‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬“ميكرفون‭ ‬الشعب”‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تذيع‭ ‬آهاته‭ ‬ومشاكله‭ ‬وعلى‭ ‬المسؤول‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالأسبرين‭ ‬والمسكنات‭ ‬عبر‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬تصيغها‭ ‬إدارات‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬إنما‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬والترحيب‭ ‬بأهل‭ ‬الصحافة‭ ‬والاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬كونهم‭ ‬يعرفون‭ ‬مواطن‭ ‬الخلل‭ ‬والتشخيص‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمرض،‭ ‬وقد‭ ‬يكونون‭ ‬عونا‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬اللغز‭ ‬والأحجية‭ ‬وإصدار‭ ‬الفتوى‭ ‬العلاجية‭ ‬الملائمة‭.‬

إن‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬جسامة‭ ‬وضخامة‭ ‬مسؤولياته‭ ‬كقائد‭ ‬للبلد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بابه‭ ‬مفتوح‭ ‬للصحافة‭ ‬بل‭ ‬يؤكد‭ ‬علينا‭ ‬باستمرار‭ ‬ضرورة‭ ‬التحدث‭ ‬أمامه‭ ‬بصراحة‭ ‬وعدم‭ ‬التردد‭ ‬أبدا،‭ ‬فسموه‭ ‬يعطي‭ ‬الصحافة‭ ‬منزلة‭ ‬رفيعة‭ ‬ويقدرها‭ ‬لأنها‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطن‭.‬