أدبيات البرلمان

| د.علي الصايغ

أرجو‭ ‬ألا‭ ‬يؤخذ‭ ‬رأيي‭ ‬بصفة‭ ‬شخصية؛‭ ‬فالهدف‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬رغبتنا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوجه‭ ‬البرلماني‭ ‬الحضاري‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأبهى‭ ‬صوره‭ ‬ما‭ ‬أمكننا‭ ‬فعل‭ ‬ذلك،‭ ‬فبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجدالات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحصل،‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاء‭ ‬بعراك‭ ‬شديد‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬التّشاتُم‭ ‬بين‭ ‬المتنازعين‭ ‬تحت‭ ‬قبب‭ ‬البرلمانات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬فإننا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حالة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬وبات‭ ‬مضربا‭ ‬للأمثال‭ - ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الأزل‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬دماثة‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وحسن‭ ‬التصرف‭ ‬والتعامل‭.‬

قد‭ ‬تثير‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ردود‭ ‬الغضب‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يمثل‭ ‬الشعب،‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬أمانة‭ ‬كبيرة،‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بحاملها‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬منه‭ ‬أية‭ ‬إساءات‭ ‬لفظية‭ ‬أو‭ ‬جسدية‭ ‬ضد‭ ‬الآخرين،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬النائب‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬الشعب‭ ‬بأفضل‭ ‬صورة،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الفرد‭ ‬حبس‭ ‬النفس‭ ‬ومنعها‭ ‬عن‭ ‬الانفلات‭ ‬بردود‭ ‬الأفعال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬ونعهده‭ ‬من‭ ‬نوابنا‭ ‬دائماً‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬بأدواته‭ ‬وصلاحياته‭ ‬ولائحته‭ ‬الداخلية،‭ ‬واضح‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس،‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬لهدر‭ ‬وقت‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بإبداء‭ ‬قانونية‭ ‬الممارسات‭ ‬من‭ ‬عدمها؛‭ ‬فذلك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬مهام‭ ‬النواب‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬لوجود‭ ‬جهة‭ ‬يناط‭ ‬بها‭ ‬ضبط‭ ‬قانونية‭ ‬عملية‭ ‬سير‭ ‬الجلسات‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬داخل‭ ‬القاعة‭.‬

صراحةً،‭ ‬نستاء‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬نشاهده‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬ملاسنات،‭ ‬واحتمالات‭ ‬نشوب‭ ‬شجارات،‭ ‬وما‭ ‬شابه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬نائب‭ ‬يمكنه‭ ‬إيصال‭ ‬صوته‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬صوت‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬كلفوه‭ ‬بحمل‭ ‬أمانتهم‭ ‬بالطرق‭ ‬الحضارية‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يرنو‭ ‬إليه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬مستقرة،‭ ‬ومستقبل‭ ‬واعد؛‭ ‬فالصراخ،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬مُشابهة‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬إلى‭ ‬واقعنا‭ ‬البحريني‭ ‬بصلة،‭ ‬ولن‭ ‬تزيد‭ ‬أبداً‭ ‬شيئاً‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬أي‭ ‬نائب‭ ‬أو‭ ‬تبدله؛‭ ‬فمهما‭ ‬علا‭ ‬الصوت‭ ‬أعزائي‭ ‬النواب،‭ ‬وامتدت‭ ‬الأيادي‭ ‬ــ‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬ــ،‭ ‬يبقى‭ ‬الموقف‭ ‬واحداً،‭ ‬والإنجاز‭ ‬بائناً‭.‬