ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... سقوط الطورانيين بمصر

| د. طارق آل شيخان الشمري

كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬–‭ ‬التي‭ ‬سميت‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ - ‬أقسى‭ ‬محنة‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬طوال‭ ‬تاريخه،‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬تحت‭ ‬نيران‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬النتن،‭ ‬والذي‭ ‬دمر‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وأجهض‭ ‬كل‭ ‬طاقات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬بالاستمرار‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبمجالات‭ ‬الطب‭ ‬والفلك‭ ‬والكيمياء‭... ‬إلخ‭.‬

كان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬للبلاد‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والذي‭ ‬اصطلح‭ ‬على‭ ‬تسميته‭ ‬بالخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لدى‭ ‬الخونة‭ ‬والمتآمرين،‭ ‬ضربة‭ ‬قاسية‭ ‬أنهت‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬وتقدم‭ ‬وتطور‭ ‬للإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬فمنذ‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬حتى‭ ‬انتهائه،‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬بروز‭ ‬أي‭ ‬عالم‭ ‬بالطب‭ ‬والفيزياء‭ ‬والكيمياء‭ ‬والفلك‭ ‬والرياضيات‭ ‬وبقية‭ ‬العلوم،‭ ‬بسبب‭ ‬السياسة‭ ‬القذرة‭ ‬التي‭ ‬اتبعها‭ ‬السلاطين‭ ‬الطورانيون‭ ‬ضد‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬وهي‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭ ‬وازدهار‭ ‬للعالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬ضعيفا‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬له،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرار‭ ‬كذبتهم‭ ‬التي‭ ‬استندوا‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬احتلالنا،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬ضعيف‭ ‬وأن‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بالأصح‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬القذر،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬ستحمي‭ ‬حدود‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭.‬

وقد‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬بعائلات‭ ‬حاكمة،‭ ‬حاولت‭ ‬تعويض‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬مما‭ ‬فاتها‭ ‬خلال‭ ‬الـ500‭ ‬عام‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬فيها‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني،‭ ‬وشاهدنا‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬كيف‭ ‬تطورت‭ ‬وازدهرت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬طرد‭ ‬الطورانيين‭ ‬من‭ ‬بقعتها‭ ‬الجغرافية‭.‬

ثم‭ ‬دغدغ‭ ‬الشيطان‭ ‬مشاعر‭ ‬الطورانيين‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬مقاسما‭ ‬إياهم‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬يشتاق‭ ‬لعودة‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬أرضه،‭ ‬ووجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطورانيون‭ ‬ضالتهم‭ ‬بمؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬كمفتاح‭ ‬يدخلون‭ ‬به‭ ‬عبر‭ ‬البوابة‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬مصر،‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬دعم‭ ‬الطورانيون‭ ‬عبيدهم‭ ‬وعملاءهم‭ ‬“الإخوان‭ ‬المسلمين”‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬وبعدها،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬أخذ‭ ‬الغرور‭ ‬زعيمهم‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬وهو‭ ‬يصرخ‭ ‬بكل‭ ‬غرور‭ ‬وغباء‭ ‬بأن‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬وبلاده‭ ‬ستكون‭ ‬أقوى‭ ‬وأقوى‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬أخذ‭ ‬الغرور‭ ‬عبيد‭ ‬الطورانيين‭ ‬“الإخوان”،‭ ‬عند‭ ‬استلام‭ ‬المعتوه‭ ‬مرسي‭ ‬دفة‭ ‬الحكم،‭ ‬وتهديدهم‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬بأن‭ ‬الدور‭ ‬قادم‭ ‬عليهم،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬قام‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإخوان‭ ‬بنسب‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬تسير‭ ‬البلاد‭ ‬ناحية‭ ‬إشراك‭ ‬الطورانيين‭ ‬بإدارتها‭ ‬بطريق‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬طبعا‭.‬

لكن‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬كقطر‭ ‬جعلت‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬يعتقد‭ ‬غرورا‭ ‬أنه‭ ‬يملك‭ ‬مفاتيح‭ ‬الحل‭ ‬والربط،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬دولا‭ ‬كالإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬ومصر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬جعله‭ ‬نكرة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭. ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬شريحة‭ ‬عميلة‭ ‬وخائنة‭ ‬كالإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬شرائح‭ ‬عربية‭ ‬تربت‭ ‬على‭ ‬العزة‭ ‬والشرف،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬أحلام‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬والمنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬فرحت‭ ‬بسقوط‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الإخوان،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬بقيت‭ ‬وستبقى‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬المساس‭ ‬بها‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬