زبدة القول

لقاء مع مسؤول حكومي

| د. بثينة خليفة قاسم

لقاء‭ ‬مع‭ ‬مسؤول‭ ‬حكومي‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬مركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تناول‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بطرحها‭ ‬ومناقشتها‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مباشر‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬والإعلاميين‭ ‬وقادة‭ ‬الرأي‭. ‬

هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تخلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التفاعل‭ ‬البناء‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة‭ ‬وبين‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬وتزيل‭ ‬أسباب‭ ‬التأويل‭ ‬الخاطئ‭ ‬للأمور‭ ‬وسوء‭ ‬الظن‭ ‬تجاه‭ ‬قرارات‭ ‬وتصريحات‭ ‬الحكومة‭.‬

وتقوم‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬حلقة‭ ‬نقاشية‭ ‬مع‭ ‬مسؤول‭ ‬حكومي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬قادة‭ ‬الرأي‭ ‬والإعلاميون‭ ‬الذين‭ ‬سيتولون‭ ‬بدورهم‭ ‬نقل‭ ‬الصورة‭ ‬وشرحها‭ ‬للجماهير‭ ‬دون‭ ‬تزييف‭ ‬أو‭ ‬تهويل‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬لديهم‭ ‬وتحصينهم‭ ‬ضد‭ ‬الرسائل‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يتلقونها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادر‭ ‬عديدة‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الشائعات‭ ‬وحروب‭ ‬التشكيك‭ ‬والفتنة‭ ‬والحرب‭ ‬النفسية‭ ‬ونشر‭ ‬الإحباط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬كأداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحرب‭ ‬الحديثة،‭ ‬ففي‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬آلاف‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬الرحمة‭ ‬وفي‭ ‬باطنها‭ ‬الخراب،‭ ‬وهو‭ ‬نائم‭ ‬في‭ ‬سريره‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لأي‭ ‬جهد‭ ‬للحصول‭ ‬عليها‭. ‬

ولم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬أية‭ ‬سلطة‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬وصول‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬رغم‭ ‬علمها‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬جدا‭ ‬منها‭ ‬معد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهات‭ ‬ومنظمات‭ ‬لها‭ ‬أهداف‭ ‬محسوبة‭ ‬ومخططات‭ ‬جهنمية،‭ ‬فالسيطرة‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الشباب‭ ‬وتشويه‭ ‬معتقداتهم‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬وضرب‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬ونسف‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬ونشر‭ ‬الطائفية‭ ‬أهداف‭ ‬معروفة‭ ‬لدول‭ ‬ومنظمات‭ ‬وأجهزة‭ ‬استخبارات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬والذي‭ ‬يراد‭ ‬فيه‭ ‬لدول‭ ‬معينة‭ ‬أن‭ ‬تتفتت‭ ‬وتبنى‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬تريده‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬وهذه‭ ‬الأجهزة‭. ‬

لذلك‭ ‬فالمواجهة‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬الحكومي‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يتولون‭ ‬التوجيه‭ ‬الإعلامي‭ ‬والفكري‭ ‬وطرح‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬بال‭ ‬الجماهير‭ ‬بشفافية‭ ‬تامة‭ ‬أقوى‭ ‬سلاح‭ ‬للتصدي‭ ‬للحروب‭ ‬التي‭ ‬تشن‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬لا‭ ‬قبل‭ ‬لأحد‭ ‬بمنعها‭ ‬وهي‭ ‬ميادين‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬بحق‭ ‬أدوات‭ ‬حرب‭ ‬خطيرة‭.‬