صور مختصرة

المنامة تحتاج مجمعا طبيا جديدا

| عبدالعزيز الجودر

أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المرافق‭ ‬الحكومية‭ ‬الحيوية‭ ‬بالمحافظة،‭ ‬واليوم‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬وما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬لكل‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بمقدوره‭ ‬استيعاب‭ ‬الأعداد‭ ‬الضخمة‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬والمراجعين‭ ‬والزوار‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬واحدة‭ ‬لهذا‭ ‬المجمع‭ ‬الطبي‭ ‬يكتشف‭ ‬المريض‭ ‬أو‭ ‬الزائر‭ ‬مدى‭ ‬الازدحام‭ ‬الشديد‭ ‬والأمواج‭ ‬البشرية‭ ‬“اللي‭ ‬تنجل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب‭ ‬وناحية”‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬الكبير‭ ‬عند‭ ‬المداخل‭ ‬الرئيسية‭ ‬المؤدية‭ ‬للمجمع،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬للسيارات‭ ‬“وتطلع‭ ‬روح‭ ‬الواحد‭ ‬لين‭ ‬يحصل‭ ‬فجه”‭ ‬لكي‭ ‬يركن‭ ‬فيها‭ ‬مركبته،‭ ‬مرورا‭ ‬بقسم‭ ‬الطوارئ‭ ‬المكتظ‭ ‬دائما‭ ‬بالمرضى،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬مصابي‭ ‬حوادث‭ ‬الطرق‭ ‬والحالات‭ ‬المرضية‭ ‬المستعصية،‭ ‬والنقص‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأسرة،‭ ‬مع‭ ‬أخذنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والحالات‭ ‬الخطرة‭ ‬المحولة‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتصوروا‭ ‬حجم‭ ‬الضغط‭ ‬اليومي‭ ‬على‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬العصبية‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نلوم‭ ‬طرفا‭ ‬دون‭ ‬آخر‭ ‬فالكل‭ ‬“مربوش”‭ ‬وصولا‭ ‬للأجنحة‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الغرف‭ ‬الخاصة‭ ‬فيها،‭ ‬كذلك‭ ‬الانتظار‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬الصيدلية‭ ‬العامة‭ ‬لصرف‭ ‬الأدوية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬المهمة‭ ‬كأزمة‭ ‬مواعيد‭ ‬العيادات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬شهور‭ ‬كي‭ ‬يستطيع‭ ‬المريض‭ ‬الدخول‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬المختص‭ ‬لتشخيص‭ ‬حالته‭ ‬المرضية‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬موعده‭ ‬هذا‭ ‬عليه‭ ‬الانتظار‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬ليأتي‭ ‬دوره،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يبدأ‭ ‬مشوار‭ ‬حجز‭ ‬موعد‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬تأخذ‭ ‬شهورا‭ ‬وأحيانا‭ ‬سنوات‭ ‬لإجرائها،‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التذمر‭ ‬“والتحندي‭ ‬والتحلطم”‭ ‬بين‭ ‬المرضى‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الذي‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬المجمع‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أقسامه‭ ‬حديثا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬“الماي‭ ‬زايد‭ ‬على‭ ‬لطحين”‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ازدياد‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مجمع‭ ‬طبي‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬كي‭ ‬يخفف‭ ‬الضغط‭ ‬الرهيب‭ ‬على‭ ‬“السلمانية”،‭ ‬وذلك‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬وإعطائها‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتيسير‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬بتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المشافي‭ ‬الحكومية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أصقاع‭ ‬المملكة‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬