فجر جديد

متى‭ ‬تردون‭ ‬الجميل؟

| إبراهيم النهام

كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬تخرج‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والتأمينية‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬ببيانات‭ ‬ختامية‭ ‬تعلن‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬أرباح‭ ‬صافية‭ ‬تقدر‭ ‬بملايين‭ ‬الدنانير‭.‬

هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون،‭ ‬إلا‭ ‬بتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أولا،‭ ‬وبدعم‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬ثانيا،‭ ‬والذي‭ ‬حول‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لوجهة‭ ‬جاذبة‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬والمستثمرين‭ ‬الأجانب‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الحكيم،‭ ‬والذي‭ ‬يترجم‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬التشريع،‭ ‬والتسهيلات‭ ‬الجمركية،‭ ‬ومرونة‭ ‬قوانين‭ ‬الاستثمار‭ ‬وغيرها،‭ ‬تصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬العاشرة‭ ‬عالميا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.‬

ولذلك،‭ ‬نجحت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬قرابة‭ ‬105‭ ‬آلاف‭ ‬مواطن،‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬النشاطات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخاصة،‭ ‬مقابل‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬آخذ‭ ‬بالتآكل‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬الحزم‭ ‬الحكومية‭ ‬الأخيرة‭ ‬لترشيد‭ ‬النفقات‭ ‬والمصاريف‭.‬

بالمقابل،‭ ‬تتلكأ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬بتقديم‭ ‬واجبها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للبلد،‭ ‬وفي‭ ‬رد‭ ‬لمن‭ ‬أوجد‭ ‬أرباحها،‭ ‬ونجاحاتها،‭ ‬والخير‭ ‬الذي‭ ‬تتمرغ‭ ‬فيه،‭ ‬يستثنى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والعوائل‭ ‬التجارية‭ ‬المعروفة‭ ‬بعمل‭ ‬الخير،‭ ‬وفي‭ ‬التسابق‭ ‬إليه‭.‬

في‭ ‬الدول‭ ‬المتحضرة،‭ ‬تبادر‭ ‬الشركات‭ ‬ذات‭ ‬الربحية‭ ‬العالية،‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والمواطن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬تسارع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المدارس‭ ‬الحديثة‭ (‬مجانية‭ ‬التعليم‭)‬،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬تبني‭ ‬الحدائق،‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والطرق‭ ‬والمشاريع‭ ‬السكنية‭ ‬الكبرى،‭ ‬كرد‭ ‬للجميل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنتظر‭ ‬التوجيه‭ ‬والمناشدة‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬بثقافة‭ ‬حياة،‭ ‬ونهج،‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للبحرين‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬منه،‭ ‬والبحرين‭ ‬تستاهل‭.‬