ما وراء الحقيقة

مؤامرة الربيع العربي... السقوط القطري بمصر

| د. طارق آل شيخان الشمري

هناك‭ ‬طرف‭ ‬رابع‭ ‬طارئ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬والكسرويين‭ ‬والطورانيين‭ ‬عند‭ ‬تدشينهم‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬المسماة‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬فالسياسة‭ ‬الجديدة‭ ‬للشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬فوق‭ ‬الجميع،‭ ‬جعلت‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬القطريين،‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬فرصة‭ ‬لإسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬المناهضة‭ ‬لسياسة‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم،‭ ‬وراهنت‭ ‬الدوحة‭ ‬على‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬لقيادة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وكلاء‭ ‬وعملاء‭ ‬إيران‭ ‬كحزب‭ ‬الله‭ ‬والحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬وكاهن‭ ‬صعدة‭ ‬وأقرانهم‭.‬

ومع‭ ‬الأسف‭ ‬سقطت‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬وفرح‭ ‬وسعد‭ ‬الأوباميون‭ ‬والكسرويون‭ ‬والطورانيون‭ ‬بهذا‭ ‬السقوط‭ ‬لنظام‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك،‭ ‬واعتقدوا‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬غنيمة‭ ‬عربية‭ ‬سقطت‭ ‬بيدهم‭ ‬لكي‭ ‬يتقاسموها،‭ ‬وكانت‭ ‬الدوحة‭ ‬أيضا‭ ‬سعيدة،‭ ‬لأنها‭ ‬اعتقدت‭ ‬أنها‭ ‬أسقطت‭ ‬نظام‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬عربية،‭ ‬وبات‭ ‬الباب‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمامها‭ ‬لإدارة‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬

لكن،‭ ‬تأتي‭ ‬الرياح‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬تشتهي‭ ‬سفن‭ ‬الدوحة،‭ ‬فقد‭ ‬اعتقد‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬القطريين‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والآيديولوجي‭ ‬للإخوان،‭ ‬سيؤمن‭ ‬سقوط‭ ‬مصر‭ ‬وبقية‭ ‬الأنظمة،‭ ‬التي‭ ‬عارضت‭ ‬سياسة‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬والشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬وسيمكنها‭ ‬ذلك‭ ‬لاحقا‭ ‬من‭ ‬إخضاع‭ ‬غالبية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬للتبعية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬للدوحة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬لكن‭ ‬الدوحة‭ ‬تناست‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬مجرد‭ ‬فقاعة‭ ‬هوائية‭ ‬يجيدون‭ ‬فقط‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬المعارضة،‭ ‬لكن‭ ‬حينما‭ ‬يقودون‭ ‬الحكم‭ ‬فإن‭ ‬طلاب‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بأية‭ ‬جامعة‭ ‬عربية،‭ ‬أقدر‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭.‬

ولنأخذ‭ ‬مثالا‭ ‬بسيطا‭ ‬على‭ ‬جهل‭ ‬وغباء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فالكل‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬مرسي‭ ‬والإخوان‭ ‬سيكونون‭ ‬هدفا‭ ‬لخصومهم،‭ ‬حالما‭ ‬يقودون‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬نجاحهم‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬المعتوه‭ ‬مرسي‭ ‬ومستشاروه‭ ‬الأغبياء‭ ‬بإدراك‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬إعطاء‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬للمتصيدين‭ ‬بأن‭ ‬يستغلوا‭ ‬أية‭ ‬أخطاء‭ ‬يرتكبها‭ ‬مرسي‭ ‬وبقية‭ ‬الأغبياء،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬يدركه‭ ‬أي‭ ‬طالب‭ ‬علوم‭ ‬سياسية،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬العكس،‭ ‬فقد‭ ‬عمد‭ ‬المعتوه‭ ‬مرسي،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نصيحة‭ ‬مستشاريه‭ ‬الأغبياء‭ ‬عصام‭ ‬العريان‭ ‬والبلتاجي‭ ‬والكتاتني‭ ‬ومن‭ ‬فوقهم‭ ‬مرشد‭ ‬الغباء،‭ ‬ومن‭ ‬فوق‭ ‬فوقهم‭ ‬خليفتهم‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالإعلان‭ ‬الدستوري،‭ ‬والذي‭ ‬يحصن‭ ‬قرارات‭ ‬المعتوه‭ ‬مرسي‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬مساءلة‭ ‬سياسية‭ ‬وشعبية‭. ‬بمعنى‭ ‬أصح،‭ ‬هو‭ ‬انقلاب‭ ‬وتعطيل‭ ‬لبعض‭ ‬مواد‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬مكن‭ ‬المعتوه‭ ‬ومستشاريه‭ ‬الأغبياء‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬بالانتخابات‭ ‬إلا‭ ‬رفض‭ ‬ذلك‭ ‬الانقلاب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬خروج‭ ‬ثلاثين‭ ‬مليون‭ ‬مصري‭ ‬بثورة‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬لإسقاط‭ ‬الإخوان،‭ ‬وبسقوط‭ ‬الإخوان،‭ ‬سقطت‭ ‬الأحلام‭ ‬القطرية‭ ‬بقيادة‭ ‬مصر،‭ ‬وسقط‭ ‬معها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬الدوحة‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬فمن‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬لا‭ ‬يجني‭ ‬إلا‭ ‬الخسارة‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬