فجر جديد

قصص‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬عامين‭ ‬تقريبا‭ ‬شرفت‭ ‬بإجراء‭ ‬لقاء‭ ‬صحافي‭ ‬مع‭ ‬الشاب‭ ‬حسين‭ ‬علي،‭ ‬متناولا‭ ‬ملامح‭ ‬تجارته‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬وصناعة‭ ‬مقطورات‭ ‬صناعة‭ ‬وبيع‭ ‬الأطعمة‭ ‬المختلفة‭.‬

وأكد‭ ‬لي‭ ‬حسين‭ ‬ببداية‭ ‬اللقاء‭ ‬عزيمته‭ ‬في‭ ‬النجاح،‭ ‬وفي‭ ‬إقناع‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬بالنزول‭ ‬للشارع،‭ ‬والعمل‭ ‬بهذه‭ ‬التجارة‭ ‬الجديدة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬سوقها‭ ‬واعدة‭ ‬ومربحة،‭ ‬ومضمونة‭.‬

بعدها،‭ ‬توثقت‭ ‬علاقة‭ ‬الصداقة‭ ‬بيننا،‭ ‬فأصبحت‭ ‬التقيه‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر؛‭ ‬لشرب‭ ‬القهوة،‭ ‬وتبادل‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مستجدات‭ ‬الحياة،‭ ‬وكنت‭ ‬ألحظ‭ ‬عليه‭ ‬الإحباط‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان؛‭ ‬بسبب‭ ‬تعثر‭ ‬بيع‭ ‬المقطورات،‭ ‬وأذكر‭ ‬بأنه‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬“الحال‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬تتنماه‭ ‬النفس‭ ‬يا‭ ‬بوخالد”‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬أجريت‭ ‬لقاء‭ ‬صحفيا‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬الشاب‭ ‬عادل‭ ‬السهلاوي،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬العمل‭ ‬بصناعة‭ ‬المنتوجات‭ ‬الجلدية‭.‬

وواجه‭ ‬السهلاوي‭ ‬عثرات‭ ‬كثيرة،‭ ‬كأي‭ ‬شاب‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬عصاميا‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬أهمها‭ ‬محدودية‭ ‬الذائقة‭ ‬العامة‭ ‬لمشتقات‭ ‬الجلود،‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية،‭ ‬وشح‭ ‬الميزانية‭ ‬الكافية‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭.‬

لكن‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬عادل،‭ ‬هو‭ ‬الإصرار‭ ‬والصبر،‭ ‬والمهارة‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬فهو‭ ‬يصنع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الاتقان،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬سروج‭ ‬الخيل،‭ ‬مرورا‭ ‬بالمعاطف،‭ ‬والحقائب،‭ ‬وحافظات‭ ‬الهواتف‭ ‬واللاب‭ ‬توب،‭ ‬والأحذية،‭ ‬والقبعات،‭ ‬والأحزمة‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬بأسعار‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬اليد‭.‬

وبعد‭ ‬سقطات‭ ‬عدة،‭ ‬ومعاناة،‭ ‬وخسائر‭ ‬قضمت‭ ‬الدنانير‭ ‬المعدودة‭ ‬في‭ ‬جيبه،‭ ‬تدرج‭ ‬السهلاوي‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬بعزيمة‭ ‬الشاب‭ ‬الكادح،

حتى‭ ‬بدأت‭ ‬أعماله‭ ‬تأخذ‭ ‬مساحتها‭ ‬المستحقة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬ولأن‭ ‬تلفت‭ ‬الأنظار،‭ ‬والكاميرات،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭.‬

ولأنه‭ ‬مثابر،‭ ‬شارك‭ ‬السهلاوي‭ ‬بحضور‭ ‬مقدر‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬بمعارض‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬بمدن‭ ‬لاس‭ ‬فيغاس،‭ ‬وكاليفورنيا،‭ ‬ولندن،‭ ‬ودبي،‭ ‬والكويت،‭ ‬والقاهرة،‭ ‬وبانكوك،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬بطلب‭ ‬منهم،‭ ‬وسعي‭ ‬منهم،‭ ‬ولهث‭ ‬منهم،‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭.‬

هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬توجت‭ ‬مؤخرا‭ ‬بنيله‭ ‬لجائزة‭ (‬ميكر‭ ‬فير‭) ‬الدولية‭ ‬بمعرضهم‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬وهي‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬التي‭ ‬ينالها‭ ‬شاب‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الإبداعية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

أما‭ ‬رفيقنا‭ ‬حسين،‭ ‬فلقد‭ ‬أصبح‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬والخليجي‭ ‬بنجاح‭ ‬باهر‭ ‬ومثلج‭ ‬للصدر،‭ ‬فتزايدت‭ ‬عدد‭ ‬الطلبات،‭ ‬والزبائن،‭ ‬وتمددت‭ ‬محبة‭ ‬الناس،‭ ‬وسمعته‭ ‬الطيبة‭ ‬عندهم‭.‬

إن‭ ‬البدايات‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬صعبة‭ ‬وقاسية،‭ ‬لكن‭ (‬الجزاء‭ ‬دوما‭ ‬من‭ ‬جنس‭ ‬العمل‭)‬،‭ ‬فالحديث‭ ‬عن‭ ‬النجاح،‭ ‬ليس‭ ‬كصناعته،‭ ‬وليس‭ ‬كأن‭ ‬يكون‭ ‬جزء‭ ‬معاشاً‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬المرء،‭ ‬ومن‭ ‬يومياته،‭ ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬الاختلاف‭.‬