ومضة قلم

البطالة... كل نائب يعزف لوحده

| محمد المحفوظ

يشغل‭ ‬بالي‭ ‬كثيرا‭ ‬موضوع‭ ‬توظيف‭ ‬آلاف‭ ‬الخريجين‭ ‬وبقائهم‭ ‬فريسة‭ ‬للحزن‭ ‬يجترون‭ ‬آلامهم‭ ‬وأحزانهم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬مستغربا‭ ‬أن‭ ‬تستأثر‭ ‬أزمة‭ ‬بحجم‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬باهتمام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بوصفها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أعقد‭ ‬القضايا،‭ ‬أحد‭ ‬المشاهد‭ ‬الصادمة‭ ‬عندما‭ ‬شاهد‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬وقد‭ ‬احتلوا‭ ‬أغلبية‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬تسند‭ ‬إلى‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬لأحقيتهم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وكونها‭ ‬ليست‭ ‬تخصصات‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬المقطع‭ ‬الصوتي‭ ‬للنائب‭ ‬والذي‭ ‬عبر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬عن‭ ‬استنكاره‭ ‬للمشهد‭ ‬قد‭ ‬يبعث‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬العاطلين‭ ‬للحظات‭ ‬ولكنه‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬المعضلة‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬الأثر‭ ‬المطلوب‭ ‬طالما‭ ‬بقي‭ ‬يغرد‭ ‬منفردا‭. ‬

فأن‭ ‬يعزف‭ ‬كل‭ ‬نائب‭ ‬لوحده‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬معناه‭ ‬انفراط‭ ‬العقد‭ ‬النيابي‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متماسكا‭ ‬ومعناه‭ ‬أنه‭ ‬أصبحت‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬لا‭ ‬تتجانس‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬النواب،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يلتقي‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬مشترك‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬فهذا‭ ‬يفضي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬الفشل‭ ‬المحتم‭ ‬لجهودهم‭ ‬جميعا،‭ ‬وهنا‭ ‬يبدو‭ ‬التساؤل‭ ‬مشروعا‭ ‬وملحا‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬الأهداف‭ ‬موحدة‭ ‬بين‭ ‬الأعضاء؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يجنيه‭ ‬المواطن‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الاضطراب‭ ‬والتنافر‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأعضاء؟

الكتل‭ ‬النيابية‭ ‬الجديدة‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬أعضائها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصنع‭ ‬التغيير‭ ‬المنشود‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬بينها،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬مؤكدا‭ ‬لدينا‭ ‬أنّ‭ ‬الكتل‭ ‬البرلمانية‭ ‬أخذت‭ ‬تكرر‭ ‬للأسف‭ ‬نهج‭ ‬من‭ ‬سبقوها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬النيابيّ،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬إنجازاتها‭ ‬بالغة‭ ‬الضآلة‭ ‬ولم‭ ‬تلب‭ ‬أدنى‭ ‬الطموحات‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يزعمه‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬منجزات‭.‬

حتى‭ ‬اللحظة‭ - ‬مرت‭ ‬على‭ ‬الدورة‭ ‬البرلمانية‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ - ‬لم‭ ‬يبادر‭ ‬السادة‭ ‬الأعضاء‭ ‬بتبني‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬لأزمة‭ ‬مستفحلة‭ ‬كالبطالة‭! ‬وكأنّها‭ ‬قضية‭ ‬هامشية‭ ‬لا‭ ‬ضرر‭ ‬من‭ ‬تأجيلها‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭.‬