زبدة القول

أساطير الإعلام التركي التي لا تنتهي

| د. بثينة خليفة قاسم

لا‭ ‬يزال‭ ‬الإعلام‭ ‬التركي‭ ‬ينسج‭ ‬الأساطير‭ ‬والحكايات‭ ‬حول‭ ‬المواطن‭ ‬السعودي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬مسؤولون‭ ‬أتراك‭ ‬يحاولون‭ ‬فرض‭ ‬وصايتهم‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬بحجم‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

كل‭ ‬يوم‭ ‬نقرأ‭ ‬أسطورة‭ ‬جديدة‭ ‬وكأن‭ ‬الإعلام‭ ‬التركي‭ ‬أفلس‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يجد‭ ‬موضوعا‭ ‬مثيرا‭ ‬يشد‭ ‬به‭ ‬انتباه‭ ‬القراء‭ ‬سوى‭ ‬مقتل‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬عالجت‭ ‬المسألة‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وقدمت‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬الذي‭ ‬يحلم‭ ‬بخلافة‭ ‬المسلمين‭ ‬يجد‭ ‬سبيلا‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬للإعلام‭ ‬سوى‭ ‬الابتزاز‭ ‬ونشر‭ ‬الأساطير‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.‬

الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬دولة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولها‭ ‬وزنها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬مجريات‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يضغط‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يعادي‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬يخسر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ويفقد‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬راهن‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬شعار‭ ‬الدين‭ ‬والجهاد‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬احتضن‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬الإرهابي‭ ‬معتقدا‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬سيجلسوه‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الخلافة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬لن‭ ‬يتحقق،‭ ‬لا‭ ‬بالابتزاز‭ ‬ولا‭ ‬بغيره،‭ ‬وسيخسر‭ ‬حلمه‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬خسر‭ ‬حلم‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

أردوغان‭ ‬بغطرسته‭ ‬التاريخية‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬وأن‭ ‬عداءه‭ ‬للدولتين‭ ‬الكبيرتين‭ ‬لن‭ ‬يحقق‭ ‬له‭ ‬شيئا‭.‬

وسيستمر‭ ‬الإعلام‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬نسج‭ ‬حكاياته‭ ‬وأكاذيبه‭ ‬حول‭ ‬مقتل‭ ‬خاشقجي‭.‬