سوالف

بيان النواب... أكوام هائلة من شعر الحماسة

| أسامة الماجد

بيان‭ ‬كتلة‭ ‬البحرين‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الذي‭ ‬يستنكر‭ ‬مشاركة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬وارسو‭ ‬أشبه‭ ‬بأكوام‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬الحماسة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يكتبه‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬كلثوم،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يرفس‭ ‬في‭ ‬الأحشاء‭... ‬هل‭ ‬يعرف‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أعضاء‭ ‬الكتلة‭ ‬وأغلبهم‭ ‬“إما‭ ‬أنه‭ ‬تاجر‭ ‬أو‭ ‬محاسب‭ ‬أو‭ ‬ناشط‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬أهمية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬باعتبارها‭ ‬مرتكزا‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬وارسو‭ ‬ناقش‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬تشكيل‭ ‬تحالفات‭ ‬جديدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬إيران‭ ‬والإرهاب‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬عادل‭ ‬الجبير‭ ‬“حضرت‭ ‬مؤتمر‭ ‬وارسو‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأجمع‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭ ‬يتصدرها‭ ‬الدور‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة”‭.‬

ليعرف‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬العالم‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬“العدو‭ ‬الأول‭ ‬للعرب”‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬بيانهم‭ ‬العاطفي‭ ‬وكأنهم‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭- ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬خيانة‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬تاريخها،‭ ‬وإذا‭ ‬مشوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬فإنهم‭ ‬سيصدرون‭ ‬بيانا‭ ‬حينما‭ ‬تشارك‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬الدولية‭ ‬وغيرها،‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬يا‭ ‬نواب‭ ‬إن‭ ‬السلوك‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬تتحدثون‭ ‬عنه‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬دخل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬العالم‭ ‬والتفكير‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬يجعلكم‭ ‬أضحوكة‭ ‬لا‭ ‬لشيء،‭ ‬إلا‭ ‬لأنكم‭ ‬مثل‭ ‬المغرمين‭ ‬بحل‭ ‬الكلمات‭ ‬المتقاطعة‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬مع‭ ‬احترامي‭ ‬لعشاق‭ ‬الكلمات‭ ‬المتقاطعة‭.‬

يا‭ ‬سادة‭ ‬يا‭ ‬نواب‭... ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قضية‭ ‬قومية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الصدام‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬قومي‭ ‬وحضاري‭ ‬يستهدف‭ ‬كل‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬كيانها‭ ‬ووجودها‭ ‬ويستحيل‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬يساوم‭ ‬أو‭ ‬يتنازل‭ ‬أو‭ ‬يفرط‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬التاريخية،‭ ‬ولكن‭ ‬“شدخل”‭ ‬مؤتمر‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والتصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬القضية،‭ ‬ما‭ ‬دخل‭ ‬مؤتمر‭ ‬يناقش‭ ‬ضرورات‭ ‬أمنية‭ ‬تقتضيها‭ ‬مصلحة‭ ‬دول‭ ‬أجمعت‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بيانكم‭ ‬من‭ ‬استنكار‭ ‬وخروج‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭. ‬

نقول‭ ‬لكم‭ ‬بكل‭ ‬لغات‭ ‬العالم،‭ ‬حولوا‭ ‬أعباءكم‭ ‬“أبرك‭ ‬لكم”‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس‭.‬