فجر جديد

المحبطون‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬البلد

| إبراهيم النهام

في‭ ‬لقاءات‭ ‬عدة،‭ ‬بعضها‭ ‬بمحض‭ ‬المصادفة،‭ ‬التقيت‭ ‬أخوة‭ ‬أبدوا‭ ‬تذمرا‭ ‬واسعا‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬من‭ ‬غلاء‭ ‬ورسوم،‭ ‬وبقية‭ ‬هذا‭ (‬الباكج‭) ‬المعاش،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬هذا‭ ‬بالانتماء،‭ ‬والوطنية،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭: ‬كيف‭ ‬يفعل‭ ‬بالوطن‭ ‬كل‭ ‬هذا؟

وشاهد‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬إبداء‭ ‬التذمر‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬أمر،‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬أمر‭ ‬آخر،‭ ‬فالحال‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬ببعيد‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬منها‭ ‬جاره،‭ ‬لديها‭ ‬ثروات‭ ‬نفطية‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بمئات،‭ ‬بل‭ ‬آلاف‭ ‬المرات‭.‬

وكما‭ ‬أننا‭ ‬نكتب‭ ‬دائما،‭ ‬وننقد،‭ ‬ونناصح،‭ ‬ونوضح‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬الناس،‭ ‬وعن‭ ‬يومياتهم،‭ ‬وأوجاعهم،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم،‭ ‬وتعترض‭ ‬أولوياتهم،‭ ‬وأولويات‭ ‬أبنائهم،‭ ‬لكننا‭ -‬في‭ ‬المقابل‭- ‬نرفض‭ ‬استثمار‭ ‬أي‭ ‬ظروف،‭ ‬كمطية‭ ‬للتأليب‭ ‬ضد‭ ‬الدولة،‭ ‬ونظامها‭ ‬السياسي،‭ ‬وبمحاولة‭ ‬الإضرار‭ ‬بأمنها‭ ‬الاجتماعي‭.‬

البحرين،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬المتغيرة‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بها،‭ ‬بالعشرين‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحديدا،‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬دوما،‭ ‬بتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ثم‭ ‬بحكمة‭ ‬ورشد‭ ‬حكامها‭ ‬الكرام،‭ ‬ووعي‭ ‬شعبها‭ ‬الوفي،‭ ‬مثال‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬بعين‭ ‬المهابة‭ ‬والتقدير،‭ ‬كدولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬حديثة،‭ ‬تنتهج‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬وإحقاق‭ ‬الحقوق‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬النظر‭ ‬لحال‭ ‬اليوم،‭ ‬بأنه‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬عام،‭ ‬أو‭ ‬عامين،‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬هنالك‭ ‬إصلاحات‭ ‬جذرية،‭ ‬ومشاريع‭ ‬قائمة،‭ ‬وحلول‭ ‬كبرى‭ ‬ترمي‭ ‬كلها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬ومستقبل‭ ‬البلد،‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائه،‭ ‬ساسه‭ ‬الأول‭ ‬الثقة‭ ‬بتطلعات‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬والتي‭ ‬يسهر‭ ‬رجالاتها‭  ‬الليل‭ ‬والنهار؛‭ ‬لإيصال‭ ‬البحرين‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭.‬

وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬سابق‭ ‬لتلفزيون‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬نظرة‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬تتخطى‭ ‬بكثير‭ ‬الخطط‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وبرامج‭ ‬الحكومة،‭ ‬وتصريحات‭ ‬الساسة‭ ‬والنواب؛‭ ‬لأن‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬تنتظره‭ ‬هو‭  ‬تغيير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬حاله‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬صرفه،‭ ‬ومسؤولياته،‭ ‬وحجم‭ ‬الفواتير‭ ‬التي‭ ‬يدفعها،‭ ‬ولا‭ ‬لوم‭ ‬عليه‭ ‬بذلك‭.‬

لكن‭ ‬المطلوب‭ ‬هو‭ ‬الثقة‭ ‬والأمل‭ ‬بقيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬البلد،‭ ‬وفي‭ ‬مقدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬التطلعات‭ ‬كافة،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬حقا‭ ‬اصيلا‭ ‬لابن‭ ‬البلد،‭ ‬والذي‭ ‬يستحق‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭.‬