تيارات

بحرينيتان‭ ‬محتجزتان‭ ‬في‭ ‬أستراليا

| راشد الغائب

يقف‭ ‬المواطن‭ (‬ر‭. ‬إ‭. ‬ر‭.) ‬في‭ ‬حيرة،‭ ‬أمام‭ ‬تقاذف‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مسؤولية‭ ‬معاونته،‭ ‬لإنفاذ‭ ‬حكم‭ ‬قضائي،‭ ‬لاسترداد‭ ‬ابنتيه‭ ‬الصغيرتين‭ ‬من‭ ‬أستراليا،‭ ‬وبخاصة‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدتهما،‭ ‬بمسقط‭ ‬رأسها‭ ‬بالنصف‭ ‬الجنوبي‭ ‬للكرة‭ ‬الأرضية‭.‬

القضاء‭ ‬الشرعي‭ ‬البحريني‭ ‬أصدر‭ ‬حكمًا‭ ‬نافذًا–قبل‭ ‬وفاة‭ ‬الوالدة‭- ‬بثبوت‭ ‬حضانة‭ ‬الوالد‭ ‬للصغيرتين‭ ‬نور‭ ‬وعائشة،‭ ‬وإلزام‭ ‬الأم‭ ‬بتسليم‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬وشهادة‭ ‬الميلاد‭ ‬والبطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬وجواز‭ ‬السفر‭ ‬البحريني‭.‬

ولجأ‭ ‬المواطن‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بنوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬طالبًا‭ ‬مساعدتها‭ ‬لاسترجاع‭ ‬ابنتيه‭ ‬المواطنتين،‭ ‬لتكونا‭ ‬تحت‭ ‬رعايته‭ ‬وبصره،‭ ‬لخشيته‭ ‬من‭ ‬سلامتهما‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أرملته‭.‬

ردّ‭ ‬مسؤول‭ ‬بالوزارة‭ ‬على‭ ‬الطلب،‭ ‬بوجوب‭ ‬تواصل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لإجراء‭ ‬اللازم،‭ ‬ولكن‭ ‬الإدارة‭ ‬المعنية‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬أعادت‭ ‬الكرة‭ ‬لملعب‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬مختصّة‭ ‬بالمخاطبات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭.‬

يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬بالغبن،‭ ‬من‭ ‬إشاحة‭ ‬الوجه‭ ‬عن‭ ‬مراسلاته‭ ‬للوزارتين،‭ ‬وطلبه‭ ‬اختبار‭ ‬لسيادة‭ ‬القانون‭ ‬واحترام‭ ‬الحقوق‭ ‬بالدولة‭ ‬الأسترالية،‭ ‬وإلا‭ ‬اعتبرت‭ ‬معاييرها‭ ‬مزدوجة‭ ‬وانتقائية‭.‬

أجد‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬على‭ ‬المعنيين‭ ‬بوزارتي‭ ‬الخارجية‭ ‬والعدل‭ ‬إعادة‭ ‬الحرارة‭ ‬لهواتفهم،‭ ‬وأن‭ ‬تجد‭ ‬قضايا‭ ‬المواطنين‭ ‬الأولوية‭ ‬المستمرة‭ ‬بأجندة‭ ‬عملهم‭ ‬اليومي،‭ ‬وبخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمظلمة‭ ‬المواطن‭ ‬باحتجاز‭ ‬ابنتيه‭ ‬البحرينيتين‭ ‬لدى‭ ‬أهل‭ ‬أرملته،‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬محادثتهما،‭ ‬وحبس‭ ‬وثائقهما‭ ‬الرسمية‭.‬

سألته‭: ‬هل‭ ‬يمتد‭ ‬أثر‭ ‬حكم‭ ‬قضاء‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬الأسترالي؟‭. ‬أجاب‭ ‬بأنها‭ ‬مسلمة،‭ ‬وعقد‭ ‬الزواج‭ ‬وفق‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يجري‭ ‬استبيان‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬مفتي‭ ‬الديار‭ ‬الأسترالية،‭ ‬وسيسافر‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬نفقته،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬المساعدة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والقانونية‭ ‬لإنفاذ‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي‭ ‬وبخاصة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سفارة‭ ‬بالبلدين‭.‬

 

تيار

 

“‭- ‬إنه‭ ‬يبكي‭!.

‭-‬    لا‭.. ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬صمد‭ ‬حتى‭ ‬أشفقت‭ ‬عليه‭ ‬عيناه”‭.‬

 

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي