زبدة القول

ألف حكاية وحكاية

| د. بثينة خليفة قاسم

“ألف‭ ‬حكاية‭ ‬وحكاية”‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬الذي‭ ‬يوثق‭ ‬التراث‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬ويحافظ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭ ‬والتحريف،‭ ‬“ألف‭ ‬حكاية‭ ‬وحكاية”‭ ‬إنجاز‭ ‬ثقافي‭ ‬بحريني‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والاحترام‭ ‬لأنه‭ ‬جهد‭ ‬مثمر‭ ‬لواحدة‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬البحرين‭ ‬المجتهدات‭ ‬وهي‭ ‬الدكتورة‭ ‬ضياء‭ ‬عبدالله‭ ‬الكعبي‭ ‬أستاذة‭ ‬السرديات‭ ‬والنقد‭ ‬الأدبي‭ ‬الحديث‭ ‬المساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭.‬

جميع‭ ‬الشعوب‭ ‬لها‭ ‬تراثها‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬وعاداته‭ ‬وتقاليده‭ ‬وماضيه‭ ‬وطموحاته‭ ‬وتبرز‭ ‬ملامح‭ ‬الشخصية‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬والبحرين‭ ‬غنية‭ ‬بتراثها‭ ‬وحكاياتها‭ ‬الشعبية‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توثيق‭ ‬هذه‭ ‬الحكايات‭ ‬وأن‭ ‬تتم‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأجيال‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية،‭ ‬والفن‭ ‬الشعبي‭ ‬عموما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬له‭ ‬مؤلف،‭ ‬ولكن‭ ‬يتم‭ ‬تناقله‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬لما‭ ‬يحتويه‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬وطرافة‭ ‬تعطي‭ ‬الدروس‭ ‬للناس‭ ‬وتمتعهم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬“ألف‭ ‬ليلة‭ ‬وليلة”‭ ‬قد‭ ‬اشتركت‭ ‬في‭ ‬كتابتها‭ ‬حضارات‭ ‬مختلفة‭ ‬وأشخاص‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬ألف‭ ‬حكاية‭ ‬وحكاية‭ ‬عمل‭ ‬بحريني‭ ‬خالص‭ ‬أشرفت‭ ‬على‭ ‬تجميعه‭ ‬الدكتورة‭ ‬ضياء‭ ‬الكعبي،‭ ‬بمعية‭ ‬طلبة‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭.‬

هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الثقافي‭ ‬المتميز‭ ‬تم‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬برئاسة‭ ‬الدكتور‭ ‬رياض‭ ‬حمزة‭ ‬وبدعم‭ ‬مادي‭ ‬ومعنوي‭ ‬وتحكيم‭ ‬من‭ ‬أرشيف‭ ‬الثقافة‭ ‬الشعبية‭ ‬والمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للفن‭ ‬الشعبي‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬الشاعر‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة‭ ‬واستمر‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الجمع‭ ‬والتدقيق‭ ‬ويتكون‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬مجلدات‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الكبير‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬السيرة‭ ‬الهلالية‭ ‬أو‭ ‬سيرة‭ ‬بني‭ ‬هلال‭ ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الإبداعات‭ ‬إلى‭ ‬تخليد‭ ‬اسم‭ ‬الشاعر‭ ‬الشعبي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الأبنودي‭ ‬كعمل‭ ‬تجميعي‭ ‬لهذه‭ ‬السيرة‭ ‬التي‭ ‬يعتبرها‭ ‬الكثيرون‭ ‬إلياذة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬إلياذة‭ ‬هوميروس‭ ‬اليونانية،‭ ‬فإن‭ ‬الحكايات‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلد‭ ‬اسم‭ ‬الدكتورة‭ ‬ضياء‭ ‬الكعبي‭ ‬ومن‭ ‬عملوا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الثقافي‭ ‬الكبير‭.‬