من البحرين.. إلى الكويت والإمارات

| سعيد محمد

للمناسبات‭ ‬والأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬خليجنا‭ ‬العربي‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أهل‭ ‬الخليج،‭ ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكتبه‭ ‬المثقفون‭ ‬والكتاب‭ ‬وما‭ ‬يقدمه‭ ‬الإعلاميون‭ ‬وأجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يشارك‭ ‬المواطنون‭ ‬الخليجيون‭ ‬والمقيميون‭ ‬أيضًا‭ ‬بتقديم‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتواصلهم‭ ‬الشخصي،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬معاني‭ ‬ومشاعر‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي‭ ‬فالكل‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بيته‭ ‬وأرضه‭ ‬ووطنه‭ ‬وأهله‭.‬

في‭ ‬احتفالات‭ ‬البحرين‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬وذكرى‭ ‬جلوس‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬احتفالات‭ ‬ذكرى‭ ‬الميثاق،‭ ‬يتلقى‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬التهاني‭ ‬من‭ ‬أشقائهم‭ ‬الخليجيين،‭ ‬وكذلك‭ ‬يفعل‭ ‬البحرينيون،‭ ‬فها‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬تحتفل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬والخمسين‭ ‬للاستقلال‭ ‬والذكرى‭ ‬الثامنة‭ ‬والعشرين‭ ‬للتحرير‭ ‬والذكرى‭ ‬الثالثة‭ ‬عشر‭ ‬لتولي‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬يشارك‭ ‬البحرينيون‭ ‬فرحة‭ ‬أهلهم‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬فرحتهم‭ ‬باليوم‭ ‬الوطني‭ ‬السعودي،‭ ‬واحتفالات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بعيدها‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر،‭ ‬وليس‭ ‬الأمر‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاحتفالي‭ ‬الكرنفالي،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬المعنى‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬مكانة‭ ‬الأوطان‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعوبها‭ ‬وارتباط‭ ‬بأهل‭ ‬الخليج‭ ‬بتاريخ‭ ‬وجغرافيا‭ ‬وحاضر‭ ‬منظومة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬ويأتي‭ ‬دور‭ ‬الكتاب‭ ‬والمؤلفين‭ ‬والمثقفين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬بأثره‭ ‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬إصداراتهم‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الكتب‭ ‬ودواوين‭ ‬الشعر‭ ‬والدراسات،‭ ‬فالمناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬مواقيت‭ ‬مهمة‭ ‬لتقديم‭ ‬عطاء‭ ‬فكري‭ ‬وأدبي‭ ‬وفني،‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إهمال‭ ‬هذا‭ ‬النتاج،‭ ‬ولا‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬سفارات‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يقدم‭ ‬لها‭ ‬المؤلفون‭ ‬البحرينيون‭ ‬إصداراتهم،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يهدفون‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقابل‭ ‬مالي‭ ‬بقدر‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬عطاء‭ ‬فكري‭ ‬خليجي‭ ‬الدلالات،‭ ‬فهذا‭ ‬مؤلف‭ ‬بحريني‭ ‬أصدر‭ ‬كتابًا‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وكتابًا‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وهذا‭ ‬شاعر‭ ‬أصدر‭ ‬ديوان‭ ‬شعري،‭ ‬لكنه‭ ‬حين‭ ‬يقدمها‭ ‬إلى‭ ‬السفارات،‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬منهم‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬كلمة‭ ‬شكر‭! ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تحولات،‭ ‬تتعاظم‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الإصدارات‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تغرس‭ ‬المعاني‭ ‬الوطنية‭ ‬وترسخ‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهذه‭ ‬الجهود‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بالاهتمام‭ ‬اللائق،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مآلها‭ ‬الإهمال‭ ‬أو‭ ‬الحجر‭ ‬في‭ ‬الأدراج‭.. ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬وأوطاننا‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬وتقدم‭ ‬ونهضة‭.‬