فجر جديد

نعم‭ ‬لوثيقة‭ ‬رمضان

| إبراهيم النهام

في‭ ‬كلمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬السامية،‭ ‬لدى‭ ‬تشرف‭ ‬رئيس‭ ‬وأعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإعداد‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني،‭ ‬برفع‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬جلالته‭ ‬بقصر‭ ‬الرفاع‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬رمضان‭ ‬1421‭ ‬للهجرة،‭ ‬الموافق‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬العام‭ ‬2000،‭ ‬وصف‭ ‬جلالته‭ ‬الميثاق‭ ‬بـــ‭(‬وثيقة‭ ‬رمضان‭) ‬المباركة‭.‬

ونستذكر‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭ ‬2001‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬مراحل‭ ‬التحول‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬صياغة‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬راسخة‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة،‭ ‬بوّأها‭ ‬لتتصدر‭ ‬الممالك‭ ‬الدستورية‭ ‬العريقة‭.‬

وكانت‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإصلاحية‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬الكبرى،‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬تطلعات‭ ‬رجال‭ ‬الساسة‭ ‬والتحليل‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬معبّرة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬وعزيمة‭ ‬تطمح‭ ‬لإحداث‭ ‬نقلة‭ ‬في‭ ‬المناخ‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وفي‭ ‬أسس‭ ‬الحياة،‭ ‬وفي‭ ‬إرساء‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لتحديد‭ ‬هوية‭ ‬البلد،‭ ‬ومستقبل‭ ‬الأجيال‭ ‬الراهنة‭ ‬والمقبلة‭.‬

وأسهم‭ ‬التجاوب‭ ‬الإيجابي‭ ‬لعملية‭ ‬صياغة‭ ‬الميثاق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبقات‭ ‬النخبوية‭ ‬والفكرية،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التصويت‭ ‬بموافقة‭ ‬98‭,‬4‭ % ‬من‭ ‬جموع‭ ‬المشاركين،‭ ‬لبداية‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬وعصرية‭ ‬لمشروع‭ ‬الإصلاح‭ ‬والنهضة‭ ‬الشاملة‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

أولها‭ ‬إقامة‭ ‬نظام‭ ‬دستوري‭ ‬جديد،‭ ‬وإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬القضائي،‭ ‬وبمنظومة‭ ‬متطورة‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وبتكريس‭ ‬نظام‭ ‬حكم‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث،‭ ‬وبإرساء‭ ‬نظام‭ ‬برلماني‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬المجلسين،‭ ‬وبتكريس‭ ‬الحريات‭ ‬الفردية‭ ‬والعامة،‭ ‬ومنح‭ ‬المرأة‭ ‬حقوقها‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وبكفالة‭ ‬حق‭ ‬التنظيم‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والنقابي،‭ ‬وبإطلاق‭ ‬حريات‭ ‬الرأي‭ ‬والإعلام،‭ ‬وتأسيس‭ ‬الصحف،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

هذه‭ ‬التحولات‭ ‬الكبيرة‭ ‬بوّأت‭ ‬البحرين‭ ‬لتكون‭ ‬بين‭ ‬كبرى‭ ‬الحضور‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬الموازين‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬المحافل‭ ‬الأممية‭ ‬المختلفة،‭ ‬بصورة‭ ‬ملهمة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬وجدان‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬وصياغة‭ ‬النصر‭ ‬والمجد،‭ ‬بصورة‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬الإرادة‭ ‬الملكية‭ ‬نفسها‭.‬