سوالف

“بحرينيون جدد” مصطلح مدمر للوطنية وجارح للولاء

| أسامة الماجد

في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬سنشاهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتكاسات‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬ومستواهم‭ ‬الضعيف‭ ‬والهزيل‭ ‬والنظريات‭ ‬والتصرفات‭ ‬الغريبة‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬واللامبالاة،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حين‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬بمصطلح‭ ‬ملفوف‭ ‬بأردية‭ ‬التمييز‭ ‬والعنصرية‭ ‬ووصفت‭ ‬من‭ ‬تشرف‭ ‬بحمل‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بـ‭ ‬“البحرينيون‭ ‬الجدد”،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬المجلس،‭ ‬وطلبت‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬حذف‭ ‬العبارة‭ ‬من‭ ‬المضبطة‭ ‬“وقامت‭ ‬الدنيا”‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬المدمر‭ ‬للوطنية‭ ‬والجارح‭ ‬للولاء‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬به‭ ‬أبدا‭.‬

من‭ ‬المعيب‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬نغتسل‭ ‬في‭ ‬أنهار‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الشعب،‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬أحدهم‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تأجيج‭ ‬الطائفية‭ ‬والتمييز‭ ‬والكراهية‭ ‬والتعصب،‭ ‬وأن‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬تحمل‭ ‬دلالات‭ ‬ضرب‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدالة،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬الغريبة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬معاول‭ ‬الهدم‭ ‬وتغرس‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناشئة‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرهم‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬والمدرسة‭ ‬والنادي‭ ‬وغيرها‭ ‬الحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬والأفكار‭ ‬المتطرفة،‭ ‬مصطلحات‭ ‬مرفوضة‭ ‬وتبلغ‭ ‬ذروتها‭ ‬المأساوية‭ ‬حينما‭ ‬نسمعها‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬الشعب‭ ‬“البرلمان”‭.‬

بعض‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الموهبة‭ ‬والوعي‭ ‬لكي‭ ‬يصبحوا‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الشعب،‭ ‬وهاهم‭ ‬اليوم‭ ‬“صورة”‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬لبعض‭ ‬النواب‭ ‬السابقين‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬التوازن‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬فازوا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬ودخلوا‭ ‬البرلمان،‭ ‬وأكاد‭ ‬أجزم‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬السلبية‭ ‬والأخطاء‭ ‬والانحراف‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬الصواب‭ ‬ستلازم‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬غير‭ ‬الواعين‭ ‬وسيعيشون‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬عن‭ ‬الشارع،‭ ‬وإن‭ ‬تحركوا‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬تحركاتهم‭ ‬جدية،‭ ‬ولزيادة‭ ‬التأكد‭ ‬انتظروا‭ ‬مسارات‭ ‬أفكارهم‭ ‬ومداخلاتهم‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬القادمة‭ ‬وخطواتهم‭ ‬الموغلة‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬الموحشة‭.‬

من‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬مطالب‭ ‬بالالتزام‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مكاسب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صلاحياته‭ ‬وليس‭ ‬التردي‭ ‬في‭ ‬مهاوي‭ ‬الأفكار‭ ‬الدخيلة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفرقة‭ ‬والتمييز‭ ‬والتطرف،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬رسالته‭ ‬كنائب‭ ‬في‭ ‬التوجيه‭ ‬وليس‭ ‬كمحرك‭ ‬للنمط‭ ‬العنصري‭.‬