رؤيا مغايرة

الإمارات وخدمة الإسلام

| فاتن حمزة

احتضنت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬رمزين‭ ‬عالميين‭ ‬لأكبر‭ ‬ديانتين‭ ‬سماويتين،‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس،‭ ‬والإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬لقاء‭ ‬تاريخي‭ ‬عظيم‭ ‬استضافته‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬أطلقا‭ ‬جائزة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بمناسبة‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬لترسيخ‭ ‬حوار‭ ‬حقيقي‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭.‬

استحضرت‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬زيارة‭ ‬البابا‭ ‬للإمارات‭ ‬الشقيقة‭ ‬قصة‭ ‬المخرج‭ ‬السوري‭ ‬مصطفى‭ ‬العقاد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬أنتج‭ ‬فيلم‭ ‬الرسالة‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬بين‭ ‬فيه‭ ‬سماحة‭ ‬الإسلام،‭ ‬وبه‭ ‬بعد‭ ‬فضل‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬اهتدى‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يعلمه‭ ‬إلا‭ ‬الخالق‭.‬

ووجه‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬القصتين‭ ‬أن‭ ‬طيور‭ ‬الظلام‭ ‬الذين‭ ‬ينتسبون‭ ‬للإسلام‭ ‬اغتالوا‭ ‬العقاد‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬انتحارية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أظهر‭ ‬البون‭ ‬الشاسع‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬قاتله،‭ ‬وتتكرر‭ ‬القصة‭ ‬اليوم‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬عيال‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬ينتهجون‭ ‬الطريق‭ ‬نفسه‭ ‬ليبينوا‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬الحقيقي‭ ‬ليس‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬ينتسبون‭ ‬له‭ ‬ظلماً‭ ‬وأساءوا‭ ‬إليه‭ ‬بجرائمهم،‭ ‬بل‭ ‬ذلك‭ ‬الإسلام‭ ‬المنفتح‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بقناعات‭ ‬منبعثة‭ ‬في‭ ‬الفهم‭ ‬السليم‭ ‬للإسلام‭. ‬

إن‭ ‬زيارات‭ ‬أمثال‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬للإمارات‭ ‬اعتراف‭ ‬بأن‭ ‬الإمارات‭ ‬تتبنى‭ ‬مسألة‭ ‬تسامح‭ ‬الأديان،‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬يحتم‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يبروا‭ ‬الآخر‭ ‬وأن‭ ‬يقسطوا‭ ‬إليه‭ ‬مصداقاً‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: ‬“لَا‭ ‬يَنْهَاكُمُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَنِ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬لَمْ‭ ‬يُقَاتِلُوكُمْ‭ ‬فِي‭ ‬الدِّينِ‭ ‬وَلَمْ‭ ‬يُخْرِجُوكُم‭ ‬مِّن‭ ‬دِيَارِكُمْ‭ ‬أَن‭ ‬تَبَرُّوهُمْ‭ ‬وَتُقْسِطُوا‭ ‬إِلَيْهِمْ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬الْمُقْسِطِينَ”‭ (‬الممتحنة‭: ‬8‭).‬

هناك‭ ‬أسباب‭ ‬ومقاصد‭ ‬خافية‭ ‬قد‭ ‬يستغلها‭ ‬أو‭ ‬يحاول‭ ‬استغلالها‭ ‬الآخر،‭ ‬لذا‭ ‬فالتقرب‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بحذر‭ ‬وأن‭ ‬ينقل‭ ‬الجوانب‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأخوية‭ ‬ومدى‭ ‬تسامح‭ ‬الإسلام‭ ‬ودعوته‭ ‬للمحبة‭ ‬والسلام‭.‬