في ذكرى الميثــاق

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أرضًا‭ ‬وقيادةً‭ ‬وشعبًا‭ ‬بذكرى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬لبدء‭ ‬حياة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة،‭ ‬وعنوان‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬مشروع‭ ‬الإصلاح‭ ‬الوطني،‭ ‬وهو‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬للتاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬البحريني‭.‬

الميثاق‭ ‬جاء‭ ‬ليصقل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬توارثها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬جيلٍ‭ ‬إلى‭ ‬جيل،‭ ‬وجاء‭ ‬داعمًا‭ ‬لبناء‭ ‬حياة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬شريكًا‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬القرار‭ ‬الوطني،‭ ‬واستجابة‭ ‬لكل‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬قبل‭ ‬الميثاق‭. ‬وفتح‭ ‬بابًا‭ ‬واسعًا‭ ‬لممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحريات‭.‬

وبعد‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬جرد‭ ‬حسابات‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬منه،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ليبقى‭ ‬الميثاق‭ ‬فاعلًا‭ ‬ومتفاعلًا‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬والمُتغيرات‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬

الميثاق‭ ‬هو‭ ‬البداية‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الذي‭ ‬صَوَّتَ‭ ‬له‭ ‬ليتحقق‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شرف‭ ‬العيش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والعمل‭ ‬السياسي‭ ‬والرقي‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬الميثاق‭ ‬واعتبره‭ ‬عهدًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬ويُحقق‭ ‬لذاته‭ ‬الرخاء‭ ‬ولبلاده‭ ‬النماء،‭ ‬ووسط‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬فإنه‭ ‬قادرٌ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُحقق‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬به‭ ‬مدرسة‭ ‬الميثاق‭ ‬ومنهاجه‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حاضرٍ‭ ‬مُشرق‭ ‬وغَدْ‭ ‬باسم،‭ ‬لنا‭ ‬ولأجيالنا‭.‬

الميثاق‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ونصوصه‭ ‬قاعدة‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭ ‬وهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المواطنين‭ ‬وحفظ‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬وسيادتها،‭ ‬وحاضن‭ ‬لكل‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬

 

لقد‭ ‬جاء‭ ‬الميثاق‭ ‬ليبقى‭ ‬ويستمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬وبلاده،‭ ‬فالإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬قوي‭ ‬بانتمائه‭ ‬الوطني‭ ‬والقومي،‭ ‬يحارب‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬ويحصن‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬الدسائس‭ ‬الخارجية‭ ‬ونفاياتها،‭ ‬ويتسلح‭ ‬بالثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية،‭ ‬وينهض‭ ‬لبناء‭ ‬نفسه‭ ‬كأداة‭ ‬وهدف‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬نحن‭ ‬وبحريننا‭ ‬بخير‭.‬