فجر جديد

حتى المراكز القرآنية لم تسلم من التقشف

| إبراهيم النهام

لم‭ ‬توفق‭ ‬الدولة‭ ‬حين‭ ‬مدت‭ ‬يد‭ ‬التقشف‭ ‬والتوفير‭ ‬إلى‭ ‬مكافآت‭ ‬العاملين‭ ‬بمراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬الزهيدة‭ ‬أصلا،‭ ‬بتحصيل‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬‮٤٠٠‬‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬لا‭ ‬يذكر،‭ ‬قبالة‭ ‬خدمة‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬وتعليم‭ ‬عظيم‭ ‬شأنه‭ ‬وهامته‭. ‬

وأوضح‭ ‬القرار‭ ‬بأن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصروفات‭ ‬والإيرادات‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬وفقا‭ ‬لبرنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬حيث‭ ‬تقرر‭ ‬خصم‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬مكافآت‭ ‬العاملين‭ ‬بمراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭. ‬

وكان‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬الشيخ‭ ‬الفاضل‭ ‬عبدالله‭ ‬العمري،‭ ‬قد‭ ‬اجتمع‭ ‬مرارا‭ ‬مع‭ ‬موظفي‭ ‬إدارته‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬العام؛‭ ‬للخروج‭ ‬بحلول‭ ‬توافقية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المعقد،‭ ‬مع‭ ‬التقليص‭ ‬المفاجئ‭ ‬لميزانية‭ ‬المراكز‭ ‬القرآنية،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭ ‬تذكر‭. ‬

ولا‭ ‬يمكن‭ ‬قياس‭ ‬مشقة‭ ‬تحفيظ‭ ‬كتاب‭ ‬الله،‭ ‬وتدريس‭ ‬علومة،‭ ‬بالعلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والتي‭ ‬يشوبها‭ ‬التغيير‭ ‬والتعديل‭ ‬والتطوير،‭ ‬فالعلم‭ ‬القرآني‭ ‬علم‭ ‬صعب،‭ ‬دقيق،‭ ‬يحتاج‭ ‬جهدا‭ ‬جهيدا،‭ ‬سواء‭ ‬بالتصبر‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬وفي‭ ‬توجيههم،‭ ‬وتربيتهم،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬صحة‭ ‬الكلمة،‭ ‬بالتشكيلة‭ ‬والحرف،‭ ‬وتفسير‭ ‬معناها،‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬ليست‭ ‬بالسهلة‭ ‬أبدا‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لسنين‭ ‬طويلة‭ ‬باحتضان‭ ‬المسابقات‭ ‬القرآنية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتصدر‭ ‬المسابقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬الكبرى،‭ ‬والفوز،‭ ‬للمقرئين‭ ‬والحفظة،‭ ‬تخرج‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬على‭ ‬بغتة،‭ ‬لتفرمل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات،‭ ‬وتعثر‭ ‬مساعي‭ ‬من‭ ‬يناضلون‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الغايات‭ ‬النبيلة‭. ‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬الكبرى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬النور‭ ‬لولا‭ ‬توفيق‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ثم‭ ‬دعم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وجهود‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المراكز‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬ومعلمين‭ ‬ومسؤولين‭ ‬بجهود‭ ‬تكاملية‭ ‬موضعة‭ ‬للبحرين‭ ‬مكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬بهذه‭ ‬الحقول‭ ‬الربانية‭ ‬الكبرى‭. ‬

وإنني‭ ‬لآمل‭ ‬أنا‭ ‬وغيري‭ ‬كثيرون‭ ‬جدا،‭ ‬من‭ ‬مشايخ‭ ‬دين،‭ ‬ومعلمين‭ ‬ومحفظين‭ ‬لكتاب‭ ‬الله،‭ ‬وطلاب‭ ‬وطالبات،‭ ‬وأولياء‭ ‬أمور،‭ ‬بأن‭ ‬تتجه‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لشطب‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬المؤسف،‭ ‬والذي‭ ‬يخالف‭ ‬الصواب‭.‬