تيارات

“ما‭ ‬خبروني”‭ ‬والجريدة‭ ‬الرسمية

| راشد الغائب

تبديل‭ ‬الاسم‭ ‬قرار‭ ‬صعب‭ ‬ولكنه‭ ‬مصيري‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض‭. ‬وأحرص‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬إعلانات‭ ‬تبديل‭ ‬أسماء‭ ‬السعوديين‭. ‬مثلا‭ ‬شيخة‭ ‬تحولت‭ ‬لشموخ،‭ ‬ومرعي‭ ‬لعبدالعزيز،‭ ‬وعيده‭ ‬لسميرة،‭ ‬وقشاشه‭ ‬لشيماء،‭ ‬ومناحي‭ ‬لممدوح،‭ ‬وجمله‭ ‬لأشواق،‭ ‬وحزوه‭ ‬لحنان،‭ ‬وعماجه‭ ‬لعزيزة،‭ ‬ونفله‭ ‬لندى،‭ ‬وصيده‭ ‬لجواهر،‭ ‬وغيرهم‭ ‬الكثير‭.‬

أتابع‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭ ‬السعودية‭ ‬كل‭ ‬جمعة،‭ ‬واسمها‭ ‬“أم‭ ‬القرى”،‭ ‬وأسسها‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬بالعام‭ ‬1924‭. ‬تنشر‭ ‬على‭ ‬صفحاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬الأخبار‭ ‬الرسمية‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬وبيان‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وتخصص‭ ‬الصفحات‭ ‬الداخلية‭ ‬للقرارات‭ ‬والمراسيم‭ ‬الملكية‭.‬

وما‭ ‬يلفتني‭ ‬بأعداد‭ ‬الجريدة‭ ‬ازدحامها‭ ‬بإعلانات‭ ‬المناقصات‭ ‬والمزايدات‭ ‬والمزادات،‭ ‬والجمارك،‭ ‬وديوان‭ ‬المظالم،‭ ‬وتأسيس‭ ‬وعقود‭ ‬الشركات،‭ ‬وأسماء‭ ‬من‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬السعودية،‭ ‬وشهادات‭ ‬الميلاد‭ ‬لغير‭ ‬السعوديين،‭ ‬وتبديل‭ ‬الأسماء،‭ ‬وإعلانات‭ ‬جهات‭ ‬رسمية‭ ‬لاستئجار‭ ‬مبانٍ‭. ‬أما‭ ‬الأهم‭ ‬فهو‭ ‬إعلانات‭ ‬الوظائف‭ ‬الشاغرة‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭ ‬البحرينية‭ ‬مشابهة‭ ‬للنموذج‭ ‬السعودي،‭ ‬والمرجع‭ ‬الأول‭ ‬لقراءة‭ ‬أخبار‭ ‬القيادة‭ ‬والإعلانات‭ ‬المختلفة‭ ‬ثم‭ ‬صدرت‭ ‬بحلة‭ ‬إخراجية‭ ‬جديدة‭ ‬حجبت‭ ‬إخطارات‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬النشر‭.‬

وأقترح‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية‭ ‬بهيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والرأي‭ ‬القانوني‭ ‬تطوير‭ ‬الإصدار‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬المميزة،‭ ‬ولا‭ ‬تقذف‭ ‬بهذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬لجهة‭ ‬رسمية‭ ‬أخرى؛‭ ‬لأنها‭ ‬الأمينة‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬المادة‭ (‬122‭) ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬والتي‭ ‬توجب‭ ‬نشر‭ ‬القوانين‭ ‬والمراسيم‭ ‬والقرارات‭ ‬بالجريدة؛‭ ‬باعتبار‭ ‬النشر‭ ‬قرينة‭ ‬لعلم‭ ‬الكافة‭ ‬بما‭ ‬صدر‭ ‬وسينفذ،‭ ‬ولا‭ ‬يُلتفت‭ ‬لمن‭ ‬يقول‭ ‬“ما‭ ‬خبروني”‭!‬

ولاحظت‭ ‬وعيا‭ ‬بحرينيا‭ ‬متزايدا‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬الجريدة‭ ‬بالأعوام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ما‭ ‬أزاح‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬اللبس‭ ‬حول‭ ‬مفهومها،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يتصوره‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬الصحيفة‭ ‬اليومية‭.‬

 

تيار

“لا‭ ‬تؤذي‭ ‬قلبا‭ ‬رقَّ‭ ‬لك‭ ‬يوما”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي