سوالف

السوق الشعبي... ورمي الصحافة وراء الحدود

| أسامة الماجد

إن‭ ‬الصحافة‭ ‬تضع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬الصحيح،‭ ‬وتكون‭ ‬مخلصة‭ ‬تمام‭ ‬الإخلاص‭ ‬في‭ ‬التنبيه‭ ‬والتوجيه‭ ‬والمتابعة‭ ‬المستمرة،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬لا‭ ‬يلتفتون‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭ ‬وكأن‭ ‬ما‭ ‬تكتبه‭ ‬اختراعات‭ ‬حديثة‭ ‬وعمليات‭ ‬خلق‭ ‬ذاتي‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وأفكار‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬الهضم‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬المناقشات‭ ‬والمباحثات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬عيسى‭ ‬القاضي‭ ‬ممثل‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬سأعيد‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬فالأمر‭ ‬يستحق،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الموضوع‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬بصيرة‭ ‬وهدى‭ ‬وتنبه‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬البرامج‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬تطوير‭ ‬المرافق‭: (‬استراتيجية‭ ‬الترويج‭ ‬السياحي‭ ‬بالنسبة‭ ‬للسوق‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬غائبة‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الخدمات‭ ‬والمقومات‭ ‬المتنوعة‭ ‬والبنى‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬السوق‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬معلما‭ ‬تراثيا‭ ‬مهما‭ ‬للمملكة‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬كمركز‭ ‬للتراث‭ ‬والتسوق‭ ‬يجذب‭ ‬السواح‭. ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬خاص‭ ‬ومتابعة‭ ‬مستمرة‭ ‬ولها‭ ‬وضعية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬أسواق‭ ‬أخرى،‭ ‬لأنها‭ ‬تعتبر‭ ‬خزينة‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬والتاريخي‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬أصالة‭ ‬البلد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬سوقنا‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬يفتقد‭ ‬الدعاية‭ ‬والترويج،‭ ‬وأي‭ ‬سائح‭ ‬يدخل‭ ‬المملكة‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬أو‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬“بروشورا‭ ‬أو‭ ‬كتيبا”‭ ‬يطلعه‭ ‬على‭ ‬السوق‭.‬

السوق‭ ‬الشعبي‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬وجهة‭ ‬أخرى‭ ‬بالمملكة،‭ ‬نطمح‭ ‬لحملة‭ ‬شاملة‭ ‬للتعريف‭ ‬والترويج‭ ‬لهذا‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وأولها‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬الغائب‭ ‬رقم‭ ‬1‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭)... ‬انتهى‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭.‬

في‭ ‬لقاء‭ ‬الوزير‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬القاضي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬وجه‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬لوضع‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الثانية‭ ‬بالجنوبية‭ ‬كإحدى‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬والترويج‭ ‬لذلك،‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬كصحافة‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬أو‭ ‬الهدف‭ ‬والمعنى‭ ‬من‭ ‬رمي‭ ‬الصحافة‭ ‬وراء‭ ‬الحدود‭ ‬حينما‭ ‬طالبت‭ ‬بوضع‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي‭ ‬كإحدى‭ ‬الوجهات‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭!!.‬