فجر جديد

سوبرمان بحريني

| إبراهيم النهام

رصدت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬أثناء‭ ‬حضوري‭ ‬المجلس‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لأحد‭ ‬نواب‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬سخطا‭ ‬واسعا‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة،‭ ‬والتي‭ ‬دفعت‭ ‬المواطن‭ ‬أمام‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬مريرة،‭ ‬تقود‭ ‬كلها‭ ‬للتذمر،‭ ‬والتدين،‭ ‬والإفلاس‭ ‬المبكر‭.‬

هذا‭ ‬الوقع‭ ‬المر،‭ ‬والمعاش،‭ ‬والظاهر‭ ‬للعلن‭ ‬جاء‭ ‬نتاجا‭ ‬للقرارات‭ ‬المبضعية‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬مجبورة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬المالية‭ ‬الطاحنة،‭ ‬والتي‭ ‬طالت‭ ‬نيرانها‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭.‬

وتساءل‭ ‬ناشط‭ ‬اجتماعي‭  ‬عن‭ ‬ديمومة‭ (‬باكج‭) ‬الضرائب،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ستستمر‭ ‬للأبد،‭ ‬وتساءل‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الحال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصعب‭ ‬للمواطن،‭ ‬والذي‭ ‬يستحيل‭ ‬أن‭ ‬يكفيه‭ ‬الراتب‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭.‬

وقال‭ ‬“المواطن‭ ‬اللي‭ ‬راتبه‭ ‬يكفيه‭ ‬للراتب‭ ‬اللي‭ ‬بعده،‭ ‬مو‭ ‬مواطن،‭ ‬هذي‭ ‬سوبرمان”‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ينشغل‭ ‬به‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬ضرب‭ ‬الأخماس‭ ‬بالأسداس؛‭ ‬لمواجهة‭ ‬يومياته‭ ‬المزحومه‭ ‬بالمطالبات‭ ‬والالتزامات‭ ‬وحزم‭ ‬الفواتير،‭ ‬تنشغل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬قرارات‭ ‬البتر،‭ ‬وتخفيض‭ ‬النفقات،‭ ‬والترشيد،‭ ‬والتي‭ ‬باتت‭ ‬كالجاثوم‭ ‬الكابت‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬وأعناق‭ ‬الناس‭.‬

ما‭ ‬يجري‭ ‬ببساطة‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬باتت‭ ‬تضع‭ ‬المواطن‭ ‬أمام‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬بقرارات‭ ‬تتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬رفع‭ ‬حزم‭ ‬سلال‭ ‬الدعم،‭ ‬وفرض‭ ‬الضرائب،‭ ‬وغيرها،‭ ‬داعية‭ ‬إياه‭ ‬لأن‭ ‬يتصرف،‭ ‬ولأن‭ ‬يوجد‭ ‬لنفسه‭ ‬حلولا،‭ ‬وبأن‭ ‬يعيد‭ ‬ترشيد‭ ‬نفقاته،‭ ‬وأولوياته،‭ ‬البسيطة‭ ‬أصلا،‭ ‬وبذلك‭ ‬نهج‭ ‬يخالف‭ ‬الحكمة،‭ ‬والصواب،‭ ‬والرؤية‭ ‬المستقبلية‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هنالك‭ ‬حلول‭ ‬بديلة‭ ‬تمثل‭ ‬مخرجا‭ ‬آمنا‭ ‬للمواطن،‭ ‬كالبطاقة‭ ‬التموينية،‭ ‬ورفع‭ ‬الرواتب،‭ ‬وتحسين‭ ‬مؤشرات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والذي‭ ‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬ومستدام،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬كلها‭ ‬بفلك‭ ‬الجباية‭ ‬والضرائب‭ ‬وبتر‭ ‬المكتسبات‭.‬