حان الوقت

| يوسف المشعل

من‭ ‬علائم‭ ‬الحرية‭ ‬والتقدم‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أنها‭ ‬تفتح‭ ‬المجال‭ ‬واسعًا‭ ‬أمام‭ ‬جميع‭ ‬مواطنيها‭ ‬لتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬وأن‭ ‬تضمن‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬بواسطة‭ ‬ما‭ ‬تشرعه‭ ‬من‭ ‬قوانين‭ ‬وأنظمة‭. ‬فالفرص‭ ‬المتساوية‭ ‬تعادل‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬للتنافس‭ ‬وإظهار‭ ‬الإبداعات‭ ‬وتسريع‭ ‬وتأثر‭ ‬النمو‭ ‬وتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭. ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتصور‭ ‬كيف‭ ‬يبدو‭ ‬عليه‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬المعاكسة‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬تحتاج‭ ‬منا‭ ‬الوقوف‭ ‬صفًّا‭ ‬واحدًا‭ ‬لبعث‭ ‬الروح‭ ‬وإحياء‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬وتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الشامل‭ ‬والتوازن‭ ‬المطلوب‭ ‬للدخول‭ ‬بقوة‭ ‬ومناعة‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬العالم،‭ ‬وإلا‭ ‬سنظل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشتات،‭ ‬فانخفاض‭ ‬الإيرادات‭ ‬النفطية‭ ‬واتساع‭ ‬العجوزات‭ ‬يفرض‭ ‬توجهات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬فالحكومة‭ ‬لديها‭ ‬مبادرات‭ ‬جديدة‭ ‬تقدمها‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬عدم‭ ‬الوقوف‭ ‬مكتوف‭ ‬الأيدي‭ ‬بل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬ويساند‭ ‬الحكومة‭ ‬وأن‭ ‬يعمل‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬لكي‭ ‬نلحق‭ ‬بالركب‭ ‬الذي‭ ‬سبقنا‭ ‬سواء‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

إن‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬لدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬تتمثل‭ ‬بتشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬المحلي‭ ‬والأجنبي‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تحتكر‭ ‬مجموعة‭ ‬بسيطة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬معظم‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتسعى‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬الانقضاض‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة‭ ‬والمصيبة‭ ‬الأكبر‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬يساهم‭ ‬طوال‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬اجتماعي‭ ‬أو‭ ‬إنساني‭ ‬أو‭ ‬ثقافي‭ ‬يعتد‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وإنما‭ ‬ركز‭ ‬نظره‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‭ ‬وتكديسها،‭ ‬فإصلاح‭ ‬المسار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أمر‭ ‬حتمي‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬البدء‭ ‬بخطوات‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لتنقى‭ ‬منها‭ ‬القراران‭ ‬الدولي‭ ‬والداخلي‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬هو‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬ومادام‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬تعليقات‭ ‬الباحثين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬والسياسيين‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬جزئيه‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تجدي‭ ‬نفعًا‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تقنع‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬الكل‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعيش‭ ‬حاله‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالوطن‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭.‬