بابا السلام: رمز التسامح في أرض الإمارات (2)

| سالم الكتبي

بابا‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬فرانسيس‭ ‬الثاني،‭ ‬أحد‭ ‬قادة‭ ‬التسامح‭ ‬ورموزه‭ ‬وداعية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬دعاة‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العصور،‭ ‬فقد‭ ‬عرف‭ ‬بحرص‭ ‬قداسته‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬والإخاء‭ ‬ونشر‭ ‬السلام،‭ ‬وتأكيده‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬رعاية‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬وضحايا‭ ‬العنف‭ ‬والحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬قلب‭ ‬الإنسانية‭ ‬النابض،‭ ‬وتتلاقى‭ ‬مواقفه‭ ‬وقناعاته‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬مع‭ ‬قناعات‭ ‬وقيم‭ ‬شعب‭ ‬الإمارات‭ ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة،‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بنشر‭ ‬الخير‭ ‬ومساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬لون‭ ‬وجنس‭ ‬وعرق،‭ ‬وهي‭ ‬قيم‭ ‬متأصلة‭ ‬في‭ ‬شعبنا‭ ‬منذ‭ ‬غرسها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭.‬

وقد‭ ‬وصف‭ ‬البابا‭ ‬أرض‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬مصورة‭ ‬بأرض‭ ‬الازدهار‭ ‬والسلام،‭ ‬ودار‭ ‬التعايش‭ ‬واللقاء،‭ ‬التي‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬الكثيرون‭ ‬مكاناً‭ ‬آمناً‭ ‬للعمل‭ ‬والعيش‭ ‬بحرية‭ ‬تحترم‭ ‬الاختلاف،‭ ‬وقال‭ ‬“لقد‭ ‬صدق‭ ‬طيب‭ ‬الذكر‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬مؤسس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬وحدها،‭ ‬إنما‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للأمة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أفراد‭ ‬شعبها‭ ‬الذين‭ ‬يصنعون‭ ‬مستقبل‭ ‬أمتهم،‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬ثروة‭ ‬الرجال”،‭ ‬فجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬الطيبة‭ ‬بمنزلة‭ ‬تعميق‭ ‬لجسور‭ ‬الحب‭ ‬والمودة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬شعب‭ ‬الإمارات‭ ‬وقيادتها‭ ‬وقداسة‭ ‬البابا،‭ ‬الذي‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭.‬

مرحباً‭ ‬بقداسة‭ ‬البابا‭ ‬وشيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬السلام‭ ‬وعاصمة‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬تثبت‭ ‬رسالة‭ ‬الإمارات‭ ‬الحضارية،‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تستضيف‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئتي‭ ‬جنسية‭ ‬لا‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬الإنساني،‭ ‬بل‭ ‬تؤمن‭ ‬بجوهر‭ ‬رسالتها‭ ‬وتعمل‭ ‬جدياً‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬قيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬القدوة‭ ‬والنموذج،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تحتاج‭ ‬فيه‭ ‬منطقتنا‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ ‬إلى‭ ‬إشاعة‭ ‬النموذج‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬تفشت‭ ‬فيها‭ ‬الكراهية‭ ‬والتعصب‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭. ‬“إيلاف”‭.‬