عندما يمشي الأجنبي الخيلاء في بلادنا!

| نجاة المضحكي

لم‭ ‬تكن‭ ‬وجوه‭ ‬الأجانب‭ ‬ونظراتهم‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬كالسابق‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬لابن‭ ‬البلد‭ ‬الأصيل،‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬نظراتهم‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نفشت‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬ووزارة‭ ‬التجارة‭ ‬ريشهم،‭ ‬فالأولى‭ ‬تعطيهم‭ ‬جواز‭ ‬المواطنة‭ ‬بكامل‭ ‬الحقوق‭ ‬بالانتساب‭ ‬للدولة‭ ‬مباشرة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬حق‭ ‬التملك‭ ‬وحرية‭ ‬العمل،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬فوق‭ ‬ذلك‭ ‬الدعم‭ ‬المادي،‭ ‬والثانية‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬تملك‭ ‬التراخيص‭ ‬لمزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية،‭ ‬فكيف‭ ‬بعدها‭ ‬لا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬نظرة‭ ‬استعلاء‭ ‬وثقة،‭ ‬وتعرفون‭ ‬ثقافة‭ ‬الأجانب‭ ‬عندما‭ ‬تتجاوز‭ ‬عندهم‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬حدودها،‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنظرة‭ ‬الأجنبي‭ ‬للمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تساوى‭ ‬معه‭ ‬بل‭ ‬تقدم‭ ‬عليه،‭ ‬فالمواطن‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬واقعا‭ ‬فرض‭ ‬عليه،‭ ‬لا‭ ‬تستجاب‭ ‬مطالباته‭ ‬التي‭ ‬يدعو‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬تصاريح‭ ‬مزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬للوافد‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬بلده‭ ‬ليكسب‭ ‬لقمة‭ ‬عيش،‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يغص‭ ‬من‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬التي‭ ‬فاق‭ ‬حجمها‭ ‬فوهة‭ ‬حنجرته،‭ ‬لذلك‭ ‬تضخم‭ ‬وأصبح‭ ‬غولا‭ ‬يمشي‭ ‬خيلاء‭ ‬أمام‭ ‬نظرات‭ ‬المواطن‭ ‬مكسور‭ ‬القلب‭ ‬الذي‭ ‬ضاعت‭ ‬آماله‭ ‬وتبددت‭ ‬أحلامه،‭ ‬حين‭ ‬تحمل‭ ‬نتيجة‭ ‬عجز‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة،‭ ‬فأصبح‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬السداد‭ ‬أولا‭ ‬لتمويل‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وثانياً‭ ‬لدفع‭ ‬التعطل‭ ‬للعاطلين‭ ‬وبعدها‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مقابل‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬لصالح‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يتمتع‭ ‬بالدعم‭ ‬المادي‭ ‬وتقدم‭ ‬إليه‭ ‬التسهيلات،‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬مجاني‭ ‬لأبنائه‭ ‬وعلاج‭ ‬مجاني‭ ‬لعائلته،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬بجلب‭ ‬عائلته‭ ‬وأنسابه‭ ‬وأحسابه،‭ ‬فكيف‭ ‬بعدها‭ ‬لا‭ ‬يغتر‭ ‬الأجنبي‭ ‬ويمشي‭ ‬الخيلاء،‭ ‬وكيف‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ‬كمداً‭ ‬المواطن‭.‬

هذا‭ ‬الشعور‭ ‬يحرق‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬يحب‭ ‬البحرين‭ ‬وترابها،‭ ‬ويخاف‭ ‬عليها‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬يبشر‭ ‬بخير،‭ ‬من‭ ‬قادم‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬كيف‭ ‬حسبت‭ ‬حساباته،‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬كيف‭ ‬تقدم‭ ‬دولة‭ -‬عتيدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وكانت‭ ‬مرجعا‭ ‬للاستشارات‭- ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يعتصر‭ ‬قلبه‭ ‬ألما‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬الأجنبي‭ ‬قد‭ ‬نفش‭ ‬ريشه‭ ‬وأصبح‭ ‬ذاك‭ ‬العامل‭ ‬يتمتع‭ ‬بخيرات‭ ‬البلاد‭ ‬والمواطن‭ ‬يستجدي‭ ‬الرفق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬شطبت‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬دفاترها،‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬همها‭ ‬أن‭ ‬تضاعف‭ ‬إيراداتها‭ ‬سنوياً‭ ‬ثم‭ ‬تدفعها‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬“يلف‭ ‬سمبوسه”،‭ ‬وبين‭ ‬وزارة‭ ‬تجارة‭ ‬سترجع‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬“البطاقة”‭.‬