سوالف

الثورة الإيرانية عدوة للإسلام

| أسامة الماجد

قال‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬إيراني‭ ‬“أبوالحسن‭ ‬بني‭ ‬صدر”‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬معارضي‭ ‬حكام‭ ‬طهران‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬“إن‭ ‬الخميني‭ ‬خان‭ ‬مبادئ‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية”،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬ذهب‭ ‬لمقابلة‭ ‬الخميني‭ ‬في‭ ‬قم‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬ليشكو‭ ‬إليه‭ ‬ضغوط‭ ‬السلطات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إجبار‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬النقاب،‭ ‬وأضاف‭ ‬بني‭ ‬صدر‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬تعارض‭ ‬مع‭ ‬الوعود‭ ‬التي‭ ‬قطعها‭ ‬الخميني‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬النساء‭ ‬الاختيار،‭ ‬وهنا‭ ‬أجابه‭ ‬الخميني‭ ‬“إن‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬كانت‭ ‬ملائمة‭ ‬لكنني‭ ‬لست‭ ‬ملزما‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أنطق‭ ‬به‭ ‬هناك،‭ ‬وسأقول‭ ‬العكس‭ ‬لو‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ضروريا”‭.‬

لا‭ ‬يحتاج‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬ليعرف‭ ‬ويكتشف‭ ‬أن‭ ‬الخميني‭ ‬جاء‭ ‬بمشروع‭ ‬سياسي‭ ‬يحمل‭ ‬حقدا‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬يلقي‭ ‬دروسه‭ ‬في‭ ‬الستينات،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬المراجع‭ ‬في‭ ‬“قم”‭ ‬كانوا‭ ‬ضد‭ ‬فكرة‭ ‬الولاية‭ ‬المطلقة‭ ‬للفقيه‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬الخميني،‭ ‬وكانت‭ ‬زعامته‭ ‬السياسية‭ ‬قد‭ ‬أثارت‭ ‬مخاوف‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ستكون‭ ‬زعامة‭ ‬في‭ ‬المرجعية‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬فهمي‭ ‬هويدي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ ‬“إيران‭ ‬من‭ ‬الداخل”،‭ ‬فمشروع‭ ‬الخميني‭ ‬كان‭ ‬لتصدير‭ ‬الثورة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬تمزيق‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وقلب‭ ‬أنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬وإراقة‭ ‬الدماء،‭ ‬مشروع‭ ‬محاط‭ ‬بكل‭ ‬مظاهر‭ ‬الخداع‭ ‬والزيف‭ ‬ويجيد‭ ‬اللعب‭ ‬بورقة‭ ‬التحريض‭ ‬الطائفي‭. ‬

إن‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬عدوة‭ ‬للإسلام،‭ ‬فمن‭ ‬شروط‭ ‬انتساب‭ ‬الثورة‭ ‬للإسلام‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ممارساتها‭ ‬متفقة‭ ‬مع‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬وتعاليم‭ ‬القرآن،‭ ‬فهل‭ ‬التزمت‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬ذلك؟‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬المسلم‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ظالما‭ ‬أو‭ ‬باغيا،‭ ‬وفي‭ ‬إيران‭ ‬ظلم‭ ‬وقتل‭ ‬وذبح‭ ‬وتشريد‭ ‬وتجويع‭ ‬واعتداء‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان،‭ ‬والمشاهد‭ ‬ماثلة‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬فإذا‭ ‬فرق‭ ‬المسلم‭ ‬عنصريا‭ ‬بين‭ ‬المؤمنين‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬الدين،‭ ‬والخميني‭ ‬أجاز‭ ‬لنفسه‭ ‬أن‭ ‬يحرم‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الفارسي‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬رجالهم‭ ‬ودعاتهم‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الترشح‭ ‬لانتخابات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬كفاءته،‭ ‬إنما‭ ‬لأن‭ ‬والده‭ ‬كان‭ ‬أفغانيا‭ ‬وليس‭ ‬إيرانيا‭!.‬