المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية

| عبدعلي الغسرة

عقد‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬“المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬للأخوة‭ ‬الإنسانية”‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬التسامح‭ ‬الإماراتي‭ ‬والبابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬بابا‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬وشيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وجمع‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الدينية‭ ‬والفكرية‭ ‬والإعلامية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

ويأتي‭ ‬انعقاده‭ ‬بهدف‭ ‬تفعيل‭ ‬الحوار‭ ‬الإنساني‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬أهميته،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬وأتباعها،‭ ‬وتمتين‭ ‬الثقافات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المُتعددة‭ ‬وبناء‭ ‬صرح‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬البشر،‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والازدهار‭ ‬والتقدم‭ ‬لشعوبها‭.‬

إن‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬التسامح‭ ‬الذي‭ ‬يُشجع‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬لتحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬والاحترام‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المُشتركة،‭ ‬ومُكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬المُدمر،‭ ‬واجتثاث‭ ‬الكراهية‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬وتحسين‭ ‬البيئة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الأخوة‭ ‬البشرية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التشاحن‭ ‬الطائفي‭ ‬والاختلاف‭ ‬السياسي‭ ‬والنزاع‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬استبعاد‭ ‬ذلك‭ ‬يُعزز‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬ويُرسخ‭ ‬الاحترام‭ ‬المُشترك‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭. ‬

إن‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬شرقه‭ ‬إلى‭ ‬غربه‭ ‬ومن‭ ‬شماله‭ ‬إلى‭ ‬جنوبه‭ ‬يعيش‭ ‬أسوأ‭ ‬أزماته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬العسكرية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬البيئية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬مُقلقة‭ ‬جدًا،‭ ‬وأكثرها‭ ‬ضررًا‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وسعي‭ ‬مجموعات‭ ‬لتحويل‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬سلاح‭ ‬لقتل‭ ‬الآمنين‭ ‬من‭ ‬البشر‭.‬

الإرهاب‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬سريعًا،‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬الناس‭ ‬وصادر‭ ‬أمنهم‭ ‬وأمن‭ ‬بلادهم،‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسلحة‭ ‬ومُعدات‭ ‬الفتك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭.‬

هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬يبعث‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬وإلى‭ ‬أديانها‭ ‬ومعتقداتها،‭ ‬مفادها‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالآخر‭ ‬وجودًا‭ ‬وفكرًا‭ ‬ودينًا‭ ‬ومذهبًا،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬حياتنا‭ ‬تحت‭ ‬ظل‭ ‬فضيلة‭ ‬الحُب‭ ‬والتسامح،‭ ‬فاللغات‭ ‬والأديان‭ ‬والأعراق‭ ‬والمذاهب‭ ‬والثقافات‭ ‬أدوات‭ ‬اتصال‭ ‬وليست‭ ‬أسلحة‭ ‬انفصال،‭ ‬فالإنسان‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المأوى‭ ‬والأمن‭ ‬والغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حاجته‭ ‬إلى‭ ‬المدرعات‭ ‬والألغام،‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭.‬

يُسعدنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬توصيات‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬العائلة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتخليص‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬عذاب‭ ‬البشر،‭ ‬ليعيش‭ ‬الإنسان‭ ‬حياته‭ ‬مُستقِرا،‭ ‬في‭ ‬أمنٍ‭ ‬وأمان،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬التوصيات‭ ‬مرسخة‭ ‬لقيم‭ ‬الإخاء‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬

أوجد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الحياة‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬كونية‭ ‬واحدة،‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬تعايش‭ ‬سلمي‭ ‬مُشترك‭ ‬متين‭ ‬ليكون‭ ‬منهجا‭ ‬حياتيا‭ ‬لتحقيق‭ ‬السِلم‭ ‬العالمي‭ ‬وليحفظ‭  ‬بقاء‭ ‬البشرية‭ ‬واستمرارية‭ ‬وجودها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭.‬