فجر جديد

متى‭ ‬يرجع‭ ‬البحر‭ ‬لأصحابه؟

| إبراهيم النهام

يشير‭ ‬الحال‭ ‬المنهك‭ ‬للبحر،‭ ‬وما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تصدّع،‭ ‬واستنزاف‭ ‬للثروات،‭ ‬تجاوز‭ ‬التسعين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬خيراته،‭ ‬إلى‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬لمافيا‭ ‬الصيد‭ ‬الآسيوية،‭ ‬والتي‭ ‬دمرته،‭ ‬وأنهت‭ ‬مصائده‭.‬

هذه‭ ‬المافيات‭ ‬المؤثمة،‭ ‬والتي‭ ‬تأبى‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬البحر‭ ‬إلا‭ ‬لسويعات‭ ‬قليلة،‭ ‬تسخّر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬المستحدثة‭ ‬والمحرمة‭ ‬بعملية‭ ‬الصيد،‭ ‬كــ‭(‬القفافي‭)‬،‭ ‬و‭(‬الغزل‭ ‬الإسرائيلي‭)‬،‭ ‬و‭(‬الخيه‭) ‬وغيرها،‭ ‬لتعظيم‭ ‬أرباحها،‭ ‬محولة‭ ‬بحار‭ ‬المملكة‭ ‬الغنية‭ ‬لخراب‭ ‬وفوضى‭ ‬عارمة‭.‬

ويتجه‭ ‬هؤلاء‭  ‬لتأجير‭ ‬رخص‭ ‬الصيد‭ ‬من‭ ‬الباطن،‭ ‬بأسعار‭ ‬تتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬‭ ‬200‭ - ‬150دينار،‭ ‬متكفلين‭ ‬بشراء‭ ‬الطراد،‭ ‬والمكائن،‭ ‬وأدوات‭ ‬الصيد‭ ‬بالكامل،‭ ‬ليمرحوا‭ ‬ويسرحوا‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬الاعتبار‭ ‬لطريقة‭ ‬الصيد،‭ ‬ولأثرها‭ ‬السيئ‭.‬

وقاد‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المرير،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬قسرًا،‭ ‬لأن‭ ‬يترجلوا‭ ‬عن‭ ‬مهنة‭ ‬الصيد،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬براعتهم،‭ ‬ومهارتهم،‭ ‬ومعرفتهم،‭ ‬والأهم‭ ‬التزام‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم‭ ‬بدفع‭ ‬الأقساط‭ ‬لبنك‭ ‬التنمية‭ ‬وغيره،‭ ‬مع‭ ‬شح‭ ‬المداخيل،‭ ‬وتعاظم‭ ‬المسئوليات‭ ‬الأسرية‭.‬

ويطالب‭ ‬جمع‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ (‬النوخذة‭ ‬البحريني‭) ‬الطموح،‭ ‬والذي‭ ‬يرونه‭ ‬صمام‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬لخيرات‭ ‬البحر،‭ ‬ووسيلة‭ ‬مثلى‭ ‬لإعادة‭ ‬البحريني‭ (‬كقائد‭) ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬السفينة،‭ ‬وكصاحب‭ ‬أوحد‭ ‬للرخصة‭.‬

إن‭ ‬الصياد‭ ‬البحريني‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات،‭ ‬لهو‭ ‬الأكثر‭ ‬حرصًا‭ ‬وأمانة‭ ‬على‭ ‬البحر،‭ ‬وعلى‭ ‬خيراته،‭ ‬والأوفى‭ ‬التزامًا‭ ‬بقوانين‭ ‬تنظيم‭ ‬عمليات‭ ‬الصيد‭ ‬المختلفة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬في‭ ‬التأخر‭ ‬بسن‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬اللازمة‭ ‬الممكنة‭ ‬له،‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬النوخذة‭ ‬الوحيد،‭ ‬ضمانة‭ ‬لحقوق‭ ‬البحر‭ ‬والمواطن‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬