سوالف

أهل البحرين شعورهم شعور الأسرة الواحدة

| أسامة الماجد

دائما‭ ‬يقول‭ ‬ويردد‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬العامر‭ ‬وفي‭ ‬أية‭ ‬مناسبة‭ ‬كانت‭ (‬إن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬شعورهم‭ ‬شعور‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭).‬

حينما‭ ‬تقف‭ ‬وتتأمل‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬العظيمة‭ ‬ستجد‭ ‬روعة‭ ‬المحبة‭ ‬والتواد‭ ‬والتلاحم‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬بمختلف‭ ‬طوائفهم‭ ‬وتوجهاتهم،‭ ‬وهي‭ ‬حقيقة‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬المجد‭ ‬وأبجدية‭ ‬الوفاء،‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬كنت‭ ‬عند‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد،‭ ‬وأول‭ ‬جملة‭ ‬قالها‭ ‬لي‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬“الله‭ ‬يرحم‭ ‬الوالد‭... ‬كان‭ ‬صديقا‭ ‬لي‭ ‬وزميل‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬الابتدائي‭ ‬وجارا‭ ‬لي”،‭ ‬وقتها‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أشرب‭ ‬من‭ ‬ينابيع‭ ‬الفرح‭ ‬ومدائن‭ ‬السعادة،‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬غير‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬معارف‭ ‬الوالد‭ ‬كثيرون‭ ‬جدا،‭ ‬فكل‭ ‬مسؤول‭ ‬التقى‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مواطن‭ ‬عادي‭ ‬أتفاجأ‭ ‬بأنه‭ ‬يعرف‭ ‬والدنا‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬في‭ ‬وزارة،‭ ‬شركة،‭ ‬مؤسسة،‭ ‬مجلس‭... ‬إلخ،‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬شمعة‭ ‬التلاحم‭ ‬والتعاضد‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنطفئ،‭ ‬فكل‭ ‬بيت‭ ‬يعرف‭ ‬الآخر،‭ ‬وكل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدينة‭ ‬وقرية‭ ‬و”فريج”‭ ‬تجده‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬ويعرفهم،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬عادة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وسماء‭ ‬المجد‭ ‬التي‭ ‬تظللهم‭.‬

حين‭ ‬تجلس‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سيدي‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬تجده‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬بالاسم،‭ ‬يسأل‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬عن‭ ‬أهله‭ ‬فردا‭ ‬فردا،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الغائبين‭ ‬ويوصي‭ ‬بتوصيل‭ ‬السلام‭ ‬لهم،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تعكس‭ ‬مقولته‭ ‬العظيمة‭ ‬“إن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬شعورهم‭ ‬شعور‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة”‭ ‬الظواهر‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬ونهج‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام‭ ‬عبر‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬والالتصاق‭ ‬بهم‭ ‬ومحبتهم‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬أحوالهم‭ ‬والتحدث‭ ‬معهم‭ ‬دون‭ ‬وسيط،‭ ‬إنها‭ ‬عادة‭ ‬توارثها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬ومبادئ‭ ‬راسخة‭ ‬منذ‭ ‬أقدم‭ ‬العصور‭.‬

حين‭ ‬يسألك‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬عن‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬عائلتك‭ ‬ويقول‭ ‬إنه‭ ‬يعرف‭ ‬فلانا‭ ‬وفلانا،‭ ‬تأكد‭ ‬أنها‭ ‬شجرة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحبة‭ ‬وبساتين‭ ‬النور‭ ‬والسلام‭ ‬التي‭ ‬زرعها‭ ‬حكامنا‭ ‬“آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام”‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭.‬