اعتراف رغم أنف نظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

الدور‭ ‬والحضور‭ ‬الفعال‭ ‬والمؤثر‭ ‬والحيوي‭ ‬لمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬انتفاضة‭ ‬28‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017،‭ ‬شهد‭ ‬تصاعدا‭ ‬استثنائيا‭ ‬بحيث‭ ‬صار‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يثق‭ ‬بالمنظمة‭ ‬ويعتبرها‭ ‬البديل‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬المتهالك‭ ‬الساقط‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬فإن‭ ‬ملالي‭ ‬إيران‭ ‬وعلى‭ ‬طريقتهم‭ ‬المشبوهة‭ ‬والخبيثة‭ ‬بركوب‭ ‬الموجة‭ ‬بطريقتهم‭ ‬الملتوية،‭ ‬صاروا‭ ‬يذعنون‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع‭ ‬ويشيرون‭ ‬في‭ ‬خطاباتهم‭ ‬لدور‭ ‬المنظمة،‭ ‬لكن‭ ‬بطريقة‭ ‬وأسلوب‭ ‬يخلط‭ ‬السم‭ ‬بالعسل‭!‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عندما‭ ‬اضطر‭ ‬رغم‭ ‬أنفه‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهته‭ ‬وإسقاطه،‭ ‬فإنه‭ ‬يبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬جدا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لم‭ ‬يستفد‭ ‬ولم‭ ‬يستوعب‭ ‬دروس‭ ‬الماضي‭ ‬وفشله‭ ‬وإخفاقاته‭ ‬وهزائمه‭ ‬أمام‭ ‬المنظمة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬السباحة‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.‬

الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المناهضة‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬جدار‭ ‬فولاذي‭ ‬عندما‭ ‬اصطدمت‭ ‬بمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬صرخة‭ ‬مدوية‭ ‬بوجه‭ ‬النظام‭ ‬برفضها‭ ‬مبدأ‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬والمساعي‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬أثبتت‭ ‬فشلها‭ ‬المخزي‭ ‬عندما‭ ‬اندلعت‭ ‬انتفاضة‭ ‬28‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017،‭ ‬والتي‭ ‬اعترف‭ ‬كبير‭ ‬دجالي‭ ‬النظام‭ ‬بعظمة‭ ‬لسانه‭ ‬بأن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬الانتفاضة‭.‬

منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العفن‭ ‬والسرطاني،‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬تقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬مواجهته‭ ‬والتصدي‭ ‬له‭ ‬وتحفيز‭ ‬وتأليب‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الانصياع‭ ‬له‭ ‬والوقوف‭ ‬بوجهه‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحه‭ ‬الضيقة‭ ‬المتقاطعة‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬الشعب‭ ‬بصورة‭ ‬كاملة،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬وضع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ثقته‭ ‬الكاملة‭ ‬بها‭ ‬واعتبرها‭ ‬المثل‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النضال‭ ‬لتحقيق‭ ‬التغيير‭ ‬الجذري‭ ‬الكفيل‭ ‬بإنهاء‭ ‬العهد‭ ‬الظلامي‭ ‬الإجرامي‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭.‬

منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بمواصلة‭ ‬نضالها‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬داخليا،‭ ‬سعت‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الصراع‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬لكي‭ ‬تشمل‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬المنظمة‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والتجمعات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬كشفت‭ ‬حقيقة‭ ‬النظام‭ ‬وأحرجته‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬تواصل‭ ‬مسيرتها‭ ‬دونما‭ ‬ملل‭ ‬أو‭ ‬كلل‭.‬

إن‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬اللجنة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لإيران‭ ‬ديمقراطية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرة‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬فبراير‭ ‬المقبل،‭ ‬للاحتجاج‭ ‬على‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬وواسعة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الأوروبية‭ ‬ضد‭ ‬المعارضة،‭ ‬تؤكد‭ ‬المسار‭ ‬النضالي‭ ‬للمنظمة‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يتوقف‭ ‬إلا‭ ‬بإسقاط‭ ‬النظام‭. ‬“الحوار”‭.‬

“الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المناهضة‭ ‬لها‭ ‬ووجدت‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬جدار‭ ‬فولاذي‭ ‬عندما‭ ‬اصطدمت‭ ‬بمنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق”‭.‬